الثلاثاء، 25 مارس 2025

نص نثري تحت عنوان{{ثورة الوَشَق}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"ثورة الوَشَق"

في انحناءةِ الظلِّ،
حيثُ الأرضُ تئنُّ برمادِ أقدامِها،
وعلى حدودِ الصمتِ،
حيثُ الأفقُ فاغرٌ فاهُ
كهاويةٍ تشتهي السقوطَ،
في تلكَ المساحةِ المطمورةِ،
وسطَ أنقاضِ الخوفِ وأنيابِ الرفضِ،

نهضَ الوَشَقُ،
كطيفٍ تقرّحَ في قاعِ المدى،
كجملةٍ سقطت من كتابِ النسيان،
كجسدٍ يكتظُّ بالخناجرِ،
ولا ينحني.

لم تكن الأرضُ،
أكثرَ من جِلدٍ مقتلعٍ تحتَ مخالبِ الخيانة،
ولا السماءُ،
سوى سقفٍ متصدّعٍ يتقاطرُ بالوجع،
وكانت الأصواتُ تتآكلُ في فمِ الصدى،
كأنَّ المعاني لم تعدْ تتسعُ لأوجاعِها،
كأنَّ الصراخَ،
لم يعُدْ يتقنُ غيرَ الهَمسِ.

مدَّ الوَشَقُ خطوتَهُ،
كخنجرٍ يُشهَرُ في وجه الظُلم،
نفَضَ عن فرائهِ،
غُبارَ الأَزمِنةِ الفائِتَةِ،
وحدَّقَ في الريحِ،
بعينٍ تَحتَرفُ التمرّدَ،
عينٍ،
لم تعرفِ الانحناءَ
إلا لتثِبَ أعلى.

وحينَ اجتمعَ العتمُ،
ليفتِكَ بالنورِ،
كانَ الوَشَقُ ينزِفُ بكَرامَتَهُ،
على جسدِ الوطن،
وكانَ الوقت يشهَقُ،
كأنَّ صمتَ النَكسَةِ،
أُجبِرَ على البوحِ.

فمن يُطفئُ شمساً،
انبثَقتْ من جُرحِها؟
ومن يُسكتُ رَعداً،
تعلَّمَ اللغةَ في حَناجرِ الغَيم؟
ومن يَقتُل وشقاً،
وُلِدَ وفي أضلاعِهِ،
ثورةٌ،
لا تَنام؟

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق