وجهان لعملة واحدة
الحياة عبارة عن فترة زمنية محددة وهي حقيقه لا شك فيها ومجاراتها في مجريات الأمور هو الحل الأمثل لأعقد الأحداث .
لأوضح الفكرة أكثر، الحياة عبارة عن وجهي عملة، يختلف تصميم كل وجه عن الآخر، لكنها في النهاية تمثل نفس العملة، فهذا الأمر يساعد على التفكير بشكل أوسع، فعلى سبيل المثال:
بالحياة نوع من خير ونقيضه ضر : ربما يتراجع جزء، ويكون هناك جزء آخر ينمو. لذلك لا داعي للقلق، ففي كل الأحوال أمور جديدة قد تكون مخفية كما جاء في قوله تعالى : " فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعله من المرسلين " نعم ليس بصحيحٍ أن البرهان العقلي وحده عليه التعويل هنا، لكن تلك الطاقات المفتوحة على القلب والنفس والوجدان لا شك أن لها تأثيرها القويّ أكثر، ولا يستطيع أحد من الناس أن يزعم أن جميع مدركاته وأفكاره مستندة إلى البرهان العقلي وحده. قد يكون هناك تصور غير ملزم منفصل عن الواقع، لكنه مرتبط بوجهي العملة. فبدلا من اليأس، استخدام هذا الاتصال بالاعتقاد ضروري لإعادة توجيهه نحو هدف مشترك لعله خير فيكون الحل الأمثل .
صحيح إذا كانت هناك الطمأنينة والهدوء، فكل إنسان حر في اختياره، فهو وحده مَن يتحمل النتيجة، لكن من الضروري أن يعلم الواحد منا أن طرق الخير لا تنحصر في التصور العقلي المحدود، وأن الحقيقة متوزعة بين عسى أن تحب وعسى أن تكره، والناس فيها بين مقل ومكثر، وأنه قد يوجد فيما نكره ما لا يوجد فيما نحب أو العكس تماما ..
لذلك التعايش فكرة تحقق الراحة النفسية مع تقديم حياة طيبة جيدة. وهذا طبعا عندما نقدر قيمة حقيقية للدليل الإقناعي، وستأتي العملة بشكل تلقائي متصورة للصورة الحقيقة بوجهين.
ختاما الصورة الكبرى:
العقلية الإيجابية هي التي ترى الدليل العقلي والدليل الإقناعي وجها لعملة واحدة ؛ بينما العقلية السلبية ترى في الدليل العقلي وجه واحد وهي من الاختلال أقرب، لماذا ؟!
لأن هذه الطبيعة الإنسانية مبنية على آلية عمل ضعيفة، ولعل تنوع أسلوب القرآن الكريم في خطابه بين البرهان والإقناع والخطابة والقصص ونحو ذلك؛ لكل منها أثره على النفس، يبقى الاختلاف في مدارك الناس، فإن منهم من ٱمن، ومنهم من يستعصي عليه فهم البرهان العقلي وينسى أنه يحتاج إلى ملاينته بغيره من أدوات الإقناع لأن خلف العقل نافذة تسمى النفس والوجدان والعاطفة ...
تقبل الله منا ومنكم الصلاة والقيام وصالح الاعمال.
رشيد الموذن @@
المغرب @@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق