الخميس، 24 أبريل 2025

قصيدة تحت عنوان{{أبت عيناي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{عمار جامع}}


عندما نقف على أطلال الماضي والشباب، نتأمل في لحظاتٍ مضت وكأنها حلمٌ بعيد. كنا نظن أن المال هو مفتاح السعادة، لكننا اكتشفنا أن الفرح كان في ربيع العمر، في صحبة الأصدقاء، وفي الأيام التي لم نعرف قيمتها إلا بعد أن مضت.
اليوم..نعود إلى تلك الذكريات
 نتمناها لو كانت تُعاش مجددًا
 ونعجز عن إعادة ما ضاع منا من لحظاتٍ جميلة.

بقلم عمار جامع

أبت عيناي
---

أَبَت عَينايَ إِلّا أَن تَسِيلا
عَلى ماضٍ تَوَلّى لا يَميلَا

عَلى صَحبٍ تَناثَرَهم طُرُوقي
كَما نَفَضَ الرَّبِيعُ مِنَ الخَميلَا

وَقاعاتِ الدُروسِ وَفي رُكُوني
مَكانٌ لا يُجارِيهِ المَقِيلا

تُناديني الدَّفاتِرُ في حنينٍ
وَصَوتُ المُحْضِرِينَ لَنا سَبِيلا

وَكُنتُ أُعانِقُ الأَيّامَ فَخرًا
فَصِرتُ أُعانِقُ الذِكرى الذّبِيلا

فَيا لَيتَ الزَّمانَ يَعُودُ يَوْمًا
فَلا أَغفُلْ، وَلا أَنسى الجَمِيلا

وَكَم صُبْحٍ تَأَخَّرْنا سُرورًا
عَلى فِنجانِ قَهوَةِنا القَلِيلا

يُنادِينا المُمَرُّ لَهُ رُنينٌ
كَأنَّ بِهِ المَواعِيدَ الثَّقِيلا

وَنَنسى وَجهَ أُستاذٍ جَهورٍ
يُقَلِّبُ وَجهَهُ عَتَبًا ثَمِيلا

وَفي السَّكَنِ العَتيقِ نُعيدُ فَوضى
تُسَبِّحُ في جُنونِ العُمرِ طيلا

رُفَقاءُ العُمرِ، يا نَبْضَ التَّعَبُّدْ
متى نَلتَقي؟ ومتى يَعودُ سَبِيلا؟

وَكَم بِتنا نُقاسِي الضِّيقَ حُبًّا
وَنَحسَبُ فَقرَنا لَحنًا جَمِيلا

ظَنَنّا أَنَّ فِي المالِ انْتِصارًا
فَضَيَّعنا الرَّبِيعَ وَمَا نَئِيلا

تُلبِّي حاجَةَ الجِيبِ الأَمانِي
وَلا تَشفي جُرُوحًا لا تُزِيلا

خَصَامُ الصَّحبِ، يا حَزنَ المُنَادِي
أَما آنَ الزَّمَانُ أَنِ استَحِيلا؟

أَما آنَ العِناقُ لِمَن تَفَرَّقْ
وَمَن لَم نَدرِ مَا جَرحُ القَلِيلا؟

وَيا مَن فارَقَتنا دونَ رَجْعٍ
لَوِ استَطَعنا، لَعدنا المُستَحِيلا

وَيا أَيّامُ، ما بالُكِ ابتَعَدتِ؟
وَخُنتِ الوَعدَ، لَم تَبقي دَلِيلا

تَذَكّرتُ السُّنِينَ وَلا مَجالٌ
لِرَدِّ العُمرِ، أو صَوغِ القَصِيلَا

أَيَا زَمنًا تَقَلَّبَ في دِمانا
أَما فيكَ الرَّجَاءُ لِمَن سَئِيلا؟

رُدِدْ لِي لَحْظَةً مِن كُلِّ عُمرٍ
وَخُذْ مَا شِئتَ، أَو خُذْهُ كَمِيلا

دَعِ الأَصحابَ يَضحَكونَ حَولي
وَلَا تُبْقِ السُّنِينَ لَهُم قَتِيلا

دَعِ الأَيَّامَ تَلهُو فَوقَ أَرْضِي
وَتَعدُو فِي المَمَرِّ لَنَا طَوِيلَا

فَما أَحْلَى الشَّبابَ إِذا تَسامى
وَمَا أَقْسى المَشِيبَ بنا نزيلا

-- 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق