دُنْيَا خَيَالي ..
قَسَا الزّمان وغطّتْ أفقنا السّحُبُ
والأرض مادت بنا وانثالتِ الكُرَبُ
دهرٌ تجنّى .. أراهُ اليومَ يوجعُنَا
كأسًا سَقَانَا وفيها المرّ ينْسَكِبُ
أبكي على وَطَنٍ تجتاحُهُ فِتَنٌ
والغدرُ مزّقَهُ والحقْدُ والغَضَبُ
إنّا بُلينَا بمنْ يطغى ويظلمُنَا
خيراتنَا نُهَبٌ والحقُّ مُغْتصَبُ
قلْ للّذي نال سلطانًا فَسَادَ بهِ
أينَ الملوكُ رَوَتْ أخبارَهم كُتُبُ
لا تفرحَنّ بما أُعْطِيتَ من نعمٍ
كم يَسْلِب الدّهرُ ما يُعطي وما يَهبُ
إنّ المنايا لنا دومًا مخاتلة
لا ملْكَ ينجي ولا مالٌ ولا لَقَبُ
للنّاسِ أترُكُ دُنياهُم وما رسموا
وواقعٌ حولَهُ الأهْوَالُ تَضْطَربُ
دنيَا خيالي بها كم لذتُ معتكفًا
فيها جمالٌ إليهِ النّفسُ تنجَذِبُ
فيها الحروفُ دواءٌ كم شَفَتْ ألَمي
سحرُ القوافي ككأس الرّاحِ تَنسَكبُ
بالرّوح أرشفُ كأسًا كلّها أرج
كالخمرِ عتّقَتْ .. يطفو فوقها حَبَبُ
روض البيانِ وفيه الزّهر مؤتَلق
حصباؤهُ درَرٌ .. كثبانه ذَهَبُ
رفا الأشعل
على البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق