الجمعة، 18 أبريل 2025

نص نثري تحت عنوان{{تعبتُ منّي}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{عمار جامع}}


تعبتُ منّي
 

تعبتُ منّي...
من ظلي إذا لاحقني،
من صوتي إذا حاولتُ أن أشرحَ وجعي.
تعبتُ من الشوارعِ التي تشبه بعضها،
من الوجوهِ التي تبتسمُ أكثر مما يجب،
ومن العيونِ التي لا تقولُ شيئًا... ولا تسأل.

لا الحنينُ يرضيني،
ولا النسيانُ قادرٌ أن يمحو...

أعرفُ كلّ الأغاني،
كانت ذاتَ يومٍ تُشبهني،
ولكن الآن... لا شيء يُشبهني.

رأيتُ الحروبَ في نشراتِ الأخبار،
ثمَّ في عيونِ أصدقائي.
تظاهروا أنهم نجوا…
لكنَّهم كانوا يموتونَ كل يومٍ بابتسامةٍ صامتة.

كلّ شيءٍ يُشبهُ كلّ شيء،
وكلّ شيء… لا يشبهني.

من كثرةِ جراحِ الماضي،
حين أحدّقُ في مرآةِ الذاكرة،
لا أعرفُ في أيّ الحروبِ سأبدأ،
ولا أيّ المساراتِ يجب أن أُصحّح،
ولكن حسب ما رأيت…
جميعها تقودُ إلى الهاوية.

أريدُ صمتًا بحجمِ يدي،
أضعهُ على فمي،
كي لا أصرخ…
ربما لأن الصراخ لا يُجدي نفعًا.

حينَ تكثرُ الخيبات،
ويغدو الأملُ شيئًا خطيرًا،
لا يُؤمَنُ جانبه،
تبدأُ الحقيقةُ بالظهور...
لكنّها ضائعة.
ضائعةٌ بين تفسيرين،
وبين حلمٍ قديمٍ، كنا نركضُ خلفه،
دون أن نعرف أنه سرابٌ بشريٌّ الصنع.

نصلُ إليها منهكين،
فنكتشف أننا لم نعد نُجيد الفرح،
ولا حتى الحزن...
صرنا نُجيد الصمت فقط.

وعلى حافةِ الذكريات،
سنقفُ،
ونُشعلُ حروبًا وهميّة،
وأمجادًا ليست موجودة
إلّا في وهمِ الخيال،
لعلّها تُرضي ميتًا فينا،
ميتًا لا يتقبّل فكرة الهزيمة،
ميتًا يصرخُ بلا صوت:
"أنا لم أُهزم... فقط انتظرتُ كثيرًا."

بقلم عمار جامع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق