الأربعاء، 16 أبريل 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{فراغ}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة {{مها حيدر}}


 فراغ


ذهب فراغ مستعجلًا إلى عمله، حاملًا حقيبته ذات الحجم الكبير، تتارجح حتى قدميه، واضعًا نظارته على عينيه لتقيه انعكاس أشعة الشمس.
وصل متأخرًا إلى الاجتماع، دخل واعتذر ثم قدم شرحًا موجزًا حول مشروعه الجديد الذي سيفجر مفاجأة تبهر العالم، أخرج تصميمه من الحقيبة، وعندما لمسه … أختفى ؟!
 لم يتوتر فقد كانت لديه نسخة ثانية، لكن حصل له نفس الشيء لقد اختفت أيضًا. أستغرب الحاضرون .. فارتبك، لكنه أنقذ الموقف إذ بادر قائلًا :
- أنا أعتذر، لكن هنالك حالة طارئة، أطلب تأجيل الاجتماع.
تنفس الصعداء بارتياح.
- آه .. لقد نجوت، لكن إلى متى ؟ وكيف سينتهي هذا الأمر ؟!
أخذ قلمه وفتح ( دفتر الارتياح ) الذي تعود حمله بجيبه، وبدأ يكتب كل ما في قلبه، أصبحت الدموع تنزل على خديه وتسقط على الدفتر، لقد تذكر جدته ( المتوفية)، كان يراها جالسًة هكذا عندما كان صغيرًا، تكتب باستمرار.
طُرق الباب، مسح دموعه وردَ بصوت هادئ :
- تفضل.
كان مساعده كروت 
- مرحبًا سيدي وقع لي هذه الورقة رجاءً.
قرأها وتمنى أن لا يحدث الشيء الذي في باله، لقد أختفت الورقة !!
تنهد وقطب حاجبه وهو يدمدم : 
-آه .. آه .. حدث الذي كنت اخشاه !!
قال كروت : يا إلهي أينها ؟!
أجاب مبتسمًا : 
-أليس لديك واحدة أخرى ؟!
فخرج المساعد وهو مستاء.
أخذ فراغ المرآة ونظر لنفسه وهو معجب بها : عجبًا ..كم أنا وسيم ؟!
 ضحكت المرآة وقالت : يالغبائه يتخيل نفسه جميلًا وهو غير موجود !!.
رن الهاتف ..  كانت أمه على الخط، عندما أراد أن يجيب … أين هو ؟! لقد أختفى أيضًا.
صرخ غاضبًا : لا أستطيع التحمل، سأذهب برحلة قصيرة لكي أستمتع واتخلص من ضغط العمل قليلًا واجعل أمي ترتاح نفسيًا، فأنا فراغ وسابقى هكذا.
رجع مسرعًا لمنزله، دخل قائلًا : 
-لدي خبر سعيد لك يا أمي، سنذهب معًا برحلة نستجم فيها ونرفه عن أنفسنا.
ففرحت لذلك وشعرت كأنها تطير من الفرح.
جهزا حقيبتيهما، وتوجها للمطار، عندما جلسا على مقعديهما … أختفت الطائرة !!
 نسي هذا، لقد تعود على الفراغ، قال لأمه :
-إن المكان جميل جدًا.
 أجابت ألام : لكن هل تعلم أننا سنرحل من هذا العالم ؟!
رد : فعلًا مشكلة أخرى !!
لكن قبل ذهابي أقول لكم : 
حتى لو أننا غير موجودين، سنواجه المشاكل، ونستمتع بالحياة ونتحدى المصاعب.
(مانوتوا كوكي ) لا أعرف ما معنى هذه الكلمة، وهي  غير موجودة، لكني أستخدمها، ههههه … شيءٔ غريب واعتبرها إلى اللقاء.

مها حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق