الجمعة، 9 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{هزيمة الإنسان}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{الهادي المثلوثي}}


 *----------{ هزيمة الإنسان }-----------*

لا تتعب نفسك بتافه الأعمال وسيء الأفكارِ
وتبقى مثل أبله محل تـندر وتهكم واستهـتارِ
إن العاقل لا يرمي بنفسه في مغبة الاحتقارِ
وإنما يسعى إلى نجاعة التصرف والاختيارِ
ومن يحترم مقامه لا ينخرط في أية أضرارِ
ولا يفكر أبدا مثل عديمي الكرامة والأشرارِ
وإن إرادة الخير من شيم الكرماء والأحرارِ
وكل مجتمع يحتاج إلى أهل العطاء والإيثارِ
والصبر مهم لتعزيز قوة العزيمة والاصرارِ
فالثبات على المبادئ والأصالة دلالة اقـتدارِ
وفي ذلك تأكيد للشهامة والاحـترام والإكبارِ
والتجرد من المكارم يدل على حدة الانحدارِ
ولا أحد ينكر ما نحياه من انحطاط وانكسارِ
بعدما تفاقمت مآسينا وانكشفت كل الأسرارِ
وبين قليلي الحياء فـتش عن الأباة والأبرارِ
وابحث عن أصحاب الأمانة وحسن الجوارِ
ولا أظنك تجد سوى مزيد العجب والإحتيارِ
فقد ولّت المكارم والبقية في طريق الاندثارِ
ويبدو أن هذا التغير خفي الدوافع والأعذارِ
بفعل سرعة التحوّل وحدة التجدد والانبهارِ
في عالم محفوف بمشاعر القلق والانحسارِ
رغم انتفاء موانع الاتصال وانعدام الأسوارِ
وفي أغلب الأحوال لا تصعب حرية الإبحارِ
ويستمـتع من يريد بوسائل التعـبير والحوارِ
ويستطيع أن يعيش في بحر الخيال والفرارِ
وربما يجد راحته الكبرى بعيدا عن الأنظارِ
ولكن بقدر التواري قد يشعر بحدة الحصارِ
لأن الحياة أصبحت ثقيلة التكاليف والأدوارِ
فكأنها معمعة أليمة وكثيرة البؤس والأوزارِ
وإلى متاهة القلق يفضي كل تصميم ومـدارِ
ولا فكاك من تحسّس تفاهة الحـياة والمسارِ
فهذا عصر مختلف الفواجع وشتى الأخطارِ
ولا نجاة من تحمل فداحة المخلفات والآثـارِ
حتى صار البشر متعبا بالاشاعات والأخبارِ
ولا يكاد يسترجع نفسه حتى يصاب بالدوارِ
تلك هي دوامة التطور واستحالة الاستقرارِ
ولا وقف للمهالك بفعل التكالب والاستمرارِ
فالتنافس على أشده من أجل وهم الازدهارِ
وعلى حساب نقاء الحياة وحقيقة الانتصارِ
ما يؤكد هزيمة الانسان في البناء والإعمارِ
ونجاحه بلا شك في ممارسة الهدم والدمارِ
وفشله في فرض السلم بقوة الفعل والقرارِ
ويبدو أن لا فائدة من الاحتجاج والاستنكارِ
ولا معنى للتظاهر والتصدي لوقف الانهيارِ
وكما نشهد لم يبق لقـيم الإنسان أي اعـتبارِ
بتأثير التوحـش وجنون العظمة والاستكبارِ
*---{ بقلم الهادي المثلوثي / تونس }----*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق