الخميس، 1 مايو 2025

نص نثري تحت عنوان{{الطفل المنسي}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي حفصاوي}}


*الطفل المنسي...!!! 

كمدا  في نفسي ورعبا 
وغبنا صنع بأسي...
وعمرا أكبر من عمري عشت
واعباءا أثقل  مني حلمت...
فكبرت في ريع الطفولة وشبت
أنا الطفل  المنسي بلا أهل... 
بين النار وتحت القصف ولدت ومت
 أتجرع الجوع وتخلي....  
أهلي وكل العالم الراقي عني...!!!
وضمير الأمم المزعوم....!!!
والهيئات والقوات....!!!
وأساطيل الدنيا تنادت...!!!
خوفا من هذا  الطفل ...يا عجبا...!؟؟!
جاءت لتقاوم إرهاب 
طفل تخلت عنه كل الدنيا....!!!
حتى إخوته و منظمة العدل الدولية ...
يال العدل في المنظمة....؟!
و حقوق الانسان يا عجبا ضد الطفل...؟!.
أنا الطفل المحاصر من كل الدنيا
أنيسي ظلام برائحة البارود
والجوع والعطش  والقتل...
ونار نازلة  على رأسي الأشعث
ترعبني تهديني كفني... 
و تنير لي طريق  الموت...!
تحملني مسجى الى رمسي...
أمي ماتت قبل ان ترضعني 
وأنا أصرخ من القهر لأب يرحل...
تحت الانقاض ولا  يودعني ...!
أنا الطفل المسروق من الطفل
من أنس الحي ولهو الحي...
وطريقا كان أمسا إلى المدرسة 
طريقا كان يحملني ويحضنني
كأني دونا عن أطفال الدنيا
لا لعب للعيد عندي اليوم...!
أغتيلت   فرحة الأطفال عندي
وسرقو مني براءتي وأمني
كتبي ضاعت بين  الاشلاء 
ومحفظتي...
أختي وأخي تاها عني...
جف حلقي وصوتي هارب مني..
وغبار الموت يلفحني
 وطنين مرعب يهز كياني يزلزلني
ووميض في ليل أرعبني
أنا الطفل  المنسي من زمني
لست مثل الطفل...
أصيح ملء صدري المنهك يأسي
بلا أمل...
ياعحبا متى  صوتي يصل.؟؟؟!!
متى لضمير العالم أن  يعتدل...!!!
هل لحضن  آمن في الدنيا 
يرحمني ويأويني ويحميني...
أنا الطفل  المنسي 
بلا مأوى... وبلا أهل... وبلاسكن...
 كمدا  في نفسي ورعبا 
وغبنا صنع بأسي...
وعمرا أكبر من عمري عشت
واعباءا أثقل  مني حلمت...
فكبرت في ريع الطفولة وشبت
أنا الطفل  المنسي... 
بين النار وتحت القصف ولدت ومت...!
منسيا بلا أهل...!

  - سمير بن التبريزي حفصاوي- تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق