الأحد، 11 مايو 2025

نص نثري تحت عنوان{{الأبوابُ المواربة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"الأبوابُ المواربة"

نِصفُ انفتاحٍ
ليس ضوءًا،
وليس ظلامًا،
بل تواطُؤُ العَتْمةِ مع النُّورِ
على تَشويهِ الحقيقةِ.

الرِّيحُ تمرُّ
كَجاسوسٍ قديمٍ
يَعرفُ أينَ تَختبئُ النُّدوبُ،
تُربِّتُ على كَتفِ الغيابِ
ثم تَمضي…
ولا أَحدَ يَسألُ عن الأثَرِ.

الخُطى
تتردَّدُ كمن يَخونُ البداياتِ
خائفًا من أَن تَصفَعَهُ النِّهاياتُ
بابتسامةٍ غيرِ مُكتملةٍ.

الأبوابُ المواربةُ
تُشبهُ الوعودَ
حينَ تُقالُ بِنِصفِ نيَّةٍ،
وتُترَكُ مُعلَّقةً
كَأحذيةِ الموتى
فوقَ أَسلاكِ الانتظارِ.

لا أَحدَ يَدخلُ،
ولا أَحدَ يُغادرُ،
لكنَّ الوقتَ يَنحني
كَظَهرِ عجوزٍ
نَسيَ أَينَ دَفَنَ أَيَّامَهُ.

في الزوايا
يَتكوَّمُ الضَّوءُ
كَجَريمةٍ بلا شاهِد،
والجُدرانُ تُراقبُنا
بِعُيونٍ من غُبارٍ قديمٍ،
تَرى كُلَّ شيءٍ
ولا تَتكلَّمُ.

نحنُ أَبناءُ الأبوابِ المواربةِ،
نَحترِفُ التأجيلَ،
نَكتِمُ الصَّرخةَ
حتّى تَصيرَ نَشيدًا داخليًا
يُؤنِسُنا
ويَخنُقُنا.

وحينَ نَنوي الرَّحيلَ،
نَسهُو عن القَفلِ،
نَترُكُ البابَ مُواربًا
كَأنَّنا نَخافُ
أَن نُغلِقَ على أَنفُسِنا
أَكثرَ ممّا نَخشَى الفَقدَ.

فكُلُّ بابٍ مُواربٍ
هوَ سُؤالٌ مُؤجَّل،
وحياةٌ تَنتظِرُ
مَن يَجرؤ على الفَتحِ…
أو الإغلاقِ.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق