السبت، 28 يونيو 2025

نص نثري تحت عنوان{{بي شوق..لو نطق}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{لينا ناصر}}


بي شوق..لو نطق!!
بقلم لينا ناصر 

‏بي شوقٌ…لو نطق،
لأسقطَ عن الشفاهِ كلَّ أقنعة الصبر،
ولبعثرَ الكلماتِ على جسدِ الحنينِ
كأنها تعترف لأول مرة أنها لا تُجيد النسيان.

بي شوقٌ…لو نطق،
لصرخَ باسمك في وجهِ المسافة،
وقال للغياب: "ارحل… فالعشقُ هنا لا يموت".

بي شوقٌ…لو نطق،
لكتبك على جبينِ الليل دعاء،
وعلى صدرِ القمر وصيّة،
وفي صدري… وطنا لا يسكنه سواك...

بي شوقٌ… لو نطق
لانهارتْ كلُّ المسافاتِ باكيةً عند قدميك،
ولتهاوتْ أسوارُ البعد 
كأنها خجلتْ من عنادِها أمام عينيك،
ولقالَ الحبُّ كلمتَه بلا تردد: "هو لي".

بي شوقٌ…لو نطق،
 لكتبك نشيدًا على شفاه الوقت،
ولأيقظَ الورد من سباته ليهديك عبقه،
ولضمّك الحرفُ كما يضمّ الليلُ نجمته الوحيدة...!

أنا حنينٌ يقتاتُ على صوتك
كلّما غابَ، جاع قلبي حتى الهلاك...
أنا ولهٌ يتكوّرُ في زوايا الصمت،
وحين يذكرك، يفيضُ كأنه أول العشاق...

وأنت ياأناي
أنت جرحي الجميل،
وبسمتي المستترة بين طياتِ التعب،
أنا من تاهت في تفاصيلك الدافئة،
في نبرة صوتك،
 في ضحكتك التي تُشبه أول قطرة مطر...
في صمتك الذي يُشعلني،
وحضورك الذي يخلخل اتزاني...

أخاف أن أفيق منك…
فأعود بردًا،
كما يعود العاشق من حضن لم يكن له...

ياأناي

أنا امرأة مصابة بك
دونك تضيع و لا تجد نفسها

إلا في زوايا دفئك...! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق