الثلاثاء، 3 يونيو 2025

نص نثري تحت عنوان{{خرابيش}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"خرابيش"

نحنُ
خرابيشُ حربٍ،
رُسمنا على جدرانٍ
تلعثمتْ بلونِ الطين
والدم.

لا أحدَ
يعرفُ يقينًا
من خَطّنا هناك،
ولا بأيِّ يدٍ
ارتجفتِ الطلقةُ
فاستقرّتْ
في قلبِ الانتظار.

كانتِ الحربُ
طفلًا
أعطيناهُ الطباشير،
فراح يرسمُ
جثثًا تبتسم،
وبيوتًا
بلا أبواب.

كلُّ رصاصةٍ
توقيعٌ مُرّ
على صفحةِ الوقت،
وكلُّ جدارٍ
دفترُ وجعٍ
تدرّجتْ عليه
مراحلُ الصراخ.

نحنُ،
خرابيشُ الوقتِ المذبوح،
لا نُقرأ،
لكنّنا نشهدُ.
لا نُمحى،
لكنّنا ندورُ
في دوّامةٍ مشوّهة
بلا عيون،
ونمسحُ آثارَنا
قبل أن نَسكنَ
على صفحةِ الوقت
كرسمةٍ مشوّشة
رفضتِ الممحاةُ
أن تطمسها حتى الرمق.

كُتبنا
بشظايا الندم،
وتنقّلَتْ بينَنا
أقلامُ الجنود،
مرّوا على أطرافِنا
كما تمرُّ
عاصفةٌ
على جسدِ شجرةٍ
تبحثُ عن جذورٍ
في سماءٍ مُحتلَّة.

كلُّ ما تبقّى
منّا
رمادٌ يتّخذُ شكلَ الحرف،
وظلٌّ لا زالَ يُحاول أن يُقنعَ الشمس
لتشرقَ —
فأشرقت،
لكنّنا كنّا رمادًا
لا ظلّ له.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق