روح القمر
كما الليلُ يَسجد للنهار،
تسجدُ روحي في أزقّة الأمنيات،
يا رفيقَ الروح، ومنبعَ الأحلام...
أين أنت؟
فوق غيمةٍ سارحةٍ تجول؟
أم بين أحضانِ الفقراءِ المساكين،
تَمدّ إليهنّ إحسانك؟
أم قربَ تلك الأرزةِ الضاحكة،
كانت أغصانُها تَرنو إلى وجهِ الله...
أتَذكر؟
رُبّما قربَ تلك الكنيسةِ المقدّسة،
كلّما زغردت أجراسُها
سمعتُ ضحكاتِنا
كانت تتطهّر من كلّ الذنوب.
أتذكر كسرةَ الخبزِ الممتلئة نعمة؟
رائحتُها كانت تفوحُ زعترًا،
وكأنّ كلّ أعشابِ الكون
كانت من خليطِها...
ها أنا،
أشعرُ بسكينةِ الليل،
بهدوءِ الفجر.
يا رفيقَ الروح،
هاتِ يدك لِتُلامس شوقي وصبري،
لِتزيدني قوّةً وعطاء.
يا روحي الغائبة الحاضرة بين السطور،
المتوحّدة ما بين الليل والنهار،
اسجدي بفرحٍ، هلّلي،
ففي ذكرى حبيب،
بان وجهُ القمر،
لامس خدّك،
وجعلكِ سيدة النساء.
سهى زهرالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق