"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عالمان
-٢-
قلت :
-فقط أنت جميلة جدا؟
قالت:
-جميلة.
قلت:
-نعم ..أنت جميلة ولطيفة؟
إبتسمت وقالت:
-جميلة ..ولطيفة ..أنت جميل ولطيف.
لقد كانت مزيج من الطفولة والإنوثة والرقة ،فكانت كلماتها الغير متناسقة
تنبعث كالنسمات العطرة، قلت لها:
-اتقبلين صداقتي ياعزيزتي؟
ردت برقة:
-أقبل صداقتك ياعزيزي.
-أنا رائعة؟
-أنت رائع.
مديت يدي كي أصافحها،فمدت يدها الصغيرة مصافحة ،رفعت يدها وقلبتها بلطف وقبلتها عى ظهرها فبدت كالأميرة وهي تعيد يدها ثانية فوق ركبتها البارزة من السروال الجينز الممزق ،وهو موضة العصر المنشرة.
تمنيت ثانية لو أنها كانت ترتدي الفستان بالإضافة إلى تصفيف شعر لائقة بجمالها وتاج مرصع بالجواهر يليق بها وبشعرها المنسدل كشلال الذهب كتفيها.
تابعنا المشاهدة من جديد ،يظهر لنا فيديو يظهر عشاق في لحظة رومنسية في وقت الغروب، وكان مصاحبا لموسيقى جميلة ،نظرت إلي وإبتسمت بسعادة وقالت :
-جميل ..أحب ذلك؟
-لايوجد شيء أعظم من الحب.
أعادت إلي الموبايل وأخذت تلهو بأصابعها للحظات كما وأنها تتفقدهن ، ومن ثم أحنت رأسها حتى إنسدل شعرها مغطيا وجهها فأعتقدت بأنها قد غفيت .
أخرجت من جيبي سماعات الهاتف وأوصلتها بهاتفي كي أستمع إلى بعض الأغاني حالما تفيق الأميرة الصغيرة من نومها،لكنها لم تكن نائمة كما اعتقدت،فرفعت رأسها وعندما رأتني أضع السماعة في أذني طلبت مني أن أضعها مناصفة بيني وبينها.
كان مشغل الموسيقى في هاتفي لايحتوي سوى على الغناء القديم الذي لايتناسب مع زمنها وعمرها ولذلك عدلت عن تشغيل الأغاني وقمت بتشغيل موسيقى كلاسيكية هادئة بدلا منها.
مرت بنا المضيفة وعندما رأتنا قالت لها ملاطفة:
-شو يارهف مزاجك رايق اليوم؟
إبتسمت أنا ملاطفا وكانت المضيفة تعرفني معرفة مسبقة فقالت لي:
-كيف حالك ياغريب؟
رديت :
أهلا بك سيدتي..وأسمها رهف أيضا؟
إبتسمت المضيفة تابعت مرورها.
غفيت رهف حقيقة هذه المرة، وقد أراحت رأسها تماما لتكون إغفائتها على صدري.. فوق قلبي مباشرة لتزداد خفقاته.
فتمنيت أن تدوم تلك اللحظة إلى الأبد.
أخذت أمسح شعرها بكفي مبعدا شلال الذهب عن وجهها الجميل كي أتمكن من رؤيته ،في تلك اللحظة نسيت كل ماحولي إلا مني ومنها ،إنحنيت إليها ..أردت تقبيلها على وجنتها فتراجعت عندما تذكرت أن ذلك ليس من حقي.
كذلك لن أخون الثقة الكبيرة التي أولوني إياها.
لم يتبقى سوى نصف ساعة على الوصول ،حضرت المضيفة ثانية لأخذ حساب الطلبات ،مديت إليها بورقة من فئة العشرة دنانير،قالت :
-ألا يوجد معك ورقة أقل قيمة لدفع ثمن كاستين نسكافيه فلا يوجد معي عملة أقل كي أصرفها لك؟
قلت:
-عفوا سيدتي أن الباقي لك؟
-لكن هذا كثير أستاذ غريب.
-لكنك تستحقينه؟
-أشكرك.
كانت رهف لاتزال نائمة ،فقلت للمضيفة هامسا:
-لكني أريد أن أسألك عن رهف؟
إبتسمت عندما علمت أن وراء تلك النقود غاية،فقالت:
-سأجيبك أستاذ غريب ..أنها ابنة الرجل الثري تحسين ألم تسمع به؟
-لا لم أسمع عنه شيء مطلقا.
-وهل تعلم أن شركة السفر والرحلات تلك ملك له أيضا؟
قلت بخيبة أمل كبيرة:
-إذن لاأمل لي بمصاهرته؟
-ههههههه تصاهره بأخذ ابنته وأميرته الوحيدة الثرية..أن ذلك مستحيل هههه إبحث لك عن غيرها..وهو أيضا لايريد تزويجها لأسباب؟
يالحظي السيء.
عند ذلك أفاقت رهف من نومها وطلبت منها المضيفة أن تذهب للجلوس على مقعدها هي إلى جانب قائد الحافلة حالما تفرغ من أخذ حساب الطلبات.
صافحتني رهف بود وحب وغادرت.
وشعرت بأنها قد إنتزعت قطعة من قلبي معها وهي تغادر.
وقبل أن تستأذني المضيفة للذهاب قالت لي كما وأنها قد تذكرت شيئا هاما:
-ويوجد شيء آخر أود أن أخبارك به ياسيدي؟
-ماهو ؟
-أن رهف تعاني من تخلف عقلي.
" إنتهت القصة "
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق