"ما وَراءَ الطَّريقِ"
لَيسَ دَربًا...
بَل خُطوطٌ تَتوارى
خَلفَ أُفُقٍ يُداري غُروبَهُ،
كَأنَّ الطَّريقَ
سُؤالٌ ناسِكٌ
تَفَلَّتَ مِن فَمِ الحَقيقةِ
وأضاعَ مَرايا الجَوابْ.
ما وَراءَ الطَّريقِ،
لَيسَ إلّا الرِّيحَ تُفَسِّرُ ضَياعَ الخُطى،
وَالحِجارةَ تُفَكِّكُ نِيَّةَ الوُصُول،
كُلُّ مِيلٍ نَخْطُوهُ
يَسْقُطُ في فَخِّ السَّرابْ.
نَمشي...
كَأنَّنا نُساقُ إلى حَنينٍ وَاهِم،
يُسقِطُ الشَّوقَ مِنَ الجِدارِ الأخير.
كُلُّ طَريقٍ نَمْشِيهِ
يَنْحَتُ فِينَا ظِلًّا،
يُكَلِّفُ الرُّوحَ قِيمَةَ الفِقدْ،
ويُدَرِّبُنَا على الصَّبرِ
كَأنَّ المَعَانِي لَا تُكتَبُ
إلّا على جِلدِ المَسَافَةِ المُمَزَّقْ.
مَا وَرَاءَ الطَّرِيقِ؟
رُبَّمَا مَجَازٌ نَحْتَرِقُ فِيهِ،
أَو يَقينٌ نَتَكَسَّرُ عَليهِ،
أَو لَعَلَّهُ
وَجهُ الحَقِيقَةِ حِينَ تَخْلَعُ قِنَاعَ الوَهْمِ.
هُنَاكَ،
فِي المُنعَطَفِ الأَخيرِ لِلشَّكْ،
تَكْتُبُ الرِّيحُ وَصِيَّةَ الغَائِبِين،
وَتُشِيرُ الحَجَرَاتُ إِلَى أَسْمَاءِ
لَمْ تَصِلْ قَطُّ.
ما وَرَاءَ الطَّريقِ؟
أن تَجدَ، فيما نَسيتَهُ،
خارِطَةَ وَجهِكَ المَغَيَّب،
وأن تَعودَ، وأنتَ لَسْتَ أَنتَ.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق