"سُؤَالٌ بِلَا جَوَاب"
أَدُورُ
كَعَلَامَةِ اسْتِفْهَامٍ عَالِقَةٍ
فِي حَنْجَرَةِ الصَّوْتِ،
أُرْهِقُ الوَقْتَ
بِمُحَاوَلَةِ الفَهْمِ،
وَأَخْذُلُ الصَّمْتَ حِينَ يَصِيرُ أَوْضَحَ مِنَ الكَلَامِ.
مَا السُّؤَالُ؟
سَقْطَةُ المَعْنَى فِي فَرَاغِ الإِدْرَاكِ؟
أَمْ ظِلُّ المَجْهُولِ
يَجُرُّنَا خَلْفَهُ بِلَا هَدَفٍ؟
لَيْسَ كُلُّ مَنْ سَأَلَ
أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ،
بَعْضُنَا يَسْأَلُ
لِيُؤَكِّدَ لِنَفْسِهِ
أَنَّهُ مَا زَالَ يَتَنَفَّسُ.
الجَوَابُ؟
مَسَوَّدَةٌ تَكْتُبُهَا الحَيَاةُ
بِحِبْرِ الاِلْتِبَاسِ،
ثُمَّ تُمَزِّقُهَا قَبْلَ أَنْ تَجِفَّ.
هَلْ جَرَّبْتَ أَنْ تَسْأَلَ
دُونَ أَنْ تَنْتَظِرَ؟
أَنْ تَطْرُقَ عَلَى بَابٍ
تَعْلَمُ أَنَّهُ جِدَارٌ؟
أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ
لِسَمَاءٍ لَا تَرَاكَ؟
السُّؤَالُ
وَجْهٌ لِلْحَقِيقَةِ
حِينَ تَخْلَعُ قِنَاعَهَا،
وَحِينَ تُقْسِمُ
أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ نَفْسَهَا.
مَا السُّؤَالُ؟
وَمَا الَّذِي يَجْعَلُ الجَوَابَ غَائِبًا؟
هَلْ غَابَ لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ؟
أَمْ لِأَنَّهُ، لَوْ وُجِدَ،
لَأَضَاعَنَا؟
كُلُّ مَنْ امْتَلَكَ الجَوَابَ
فَقَدَ دَهْشَتَهُ،
وَكُلُّ مَنْ عَاشَ السُّؤَالَ
فَقَدَ طَرِيقَهُ.
أَنَا لَسْتُ سَائِلًا
وَلَا مُجِيبًا،
أَنَا رَنِينُ سُؤَالٍ
ضَائِعٍ فِي المَدَى،
كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ نِهَايَتِهِ
اكْتَشَفْتُ أَنِّي
فِي البِدَايَةِ.
وَرُبَّمَا نَحْنُ
لَسْنَا سِوَى سُؤَالٍ
تُصْغِي لَهُ الحَيَاةُ
وَلَا تَمْلِكُ الجُرْأَةَ عَلَى الجَوَابِ.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق