سـارية 2
"رطوبة الكلام"
لم تكن تتكلم،
كانت تُبلّل المعنى…
تترك الجُمل على حافة الشفاه
كقطرات ماءٍ تتردّد قبل السقوط.
كل كلمة منها،
لم تكن تصيبني… بل تنفذ منّي،
كأنها تبحث عن عطشي القديم.
صوتها لا يعلو،
لكنه يجعل الهواء بيننا يثقل،
كأن الغرفة تمطر من الداخل،
ولا شيء يُبتلّ… سواي.
كنت أفتح فمي كي أتكلم،
فأجد لساني يسبح في ماءٍ دافئ،
يشبه حكايات لم تُروَ… لكنها تعلّقت بي.
معها،
الكلام لا يُقال،
بل يتجمّع…
كما تتجمّع الغيمة فوق نبضي.
حتى الصمت بجانبها،
لم يكن صمتًا،
كان بخارًا منسيًا،
ينتظر من يُعيده قطرة.
سارية...
أنتِ لا تُمطرين،
أنتِ تُشربين القلب ببطء،
كمن يعرف تمامًا
أيّ عطش لا يجوز له أن يرتوي.
✍️ محمد الحسيني ــ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق