الجمعة، 15 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{سَرَابَاتُ الدُّجَى}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


 "سَرَابَاتُ الدُّجَى"


تَنَاءَتْ جِبَالٌ ثُمَّ أَضْحَى الدُّجَى قُرْبِي،
وَمَا لِي غَرَامٌ يَهْتِفُ القَلْبُ.

وَأَرْسَلْتُ شَكْوَايَ الرَّخِيمَ بِأَدْنُبِ،
فَرَدَّ عَلَيَّ الصَّمْتُ لَيْلًا الطَّرَبُ.

إِذَا ذَكَرُوا بَابَ الدِّيَارِ تَصَدَّعَتْ،
جُدُرُ الفُؤَادِ، وَأَطْفَأَ الأَمْسُ النَّحْبُ.

أُسَائِلُ رِيحَ الصُّبْحِ: هَلْ حَمَلَتِ نَبَأً،
فَيَخْنِقُنِي مِنْ فَوْقِ أَعْنَاقِي الكَرْبُ.

أُدَارِي وُجُوهَ القَوْمِ أُخْفِي غَلِيلَهَا،
فَيَفْضَحُنِي فِي مُقْلَتَيَّ الشَّغَبُ.

وَإِنْ ضَحِكَتْ شَمْسُ النَّهَارِ تَنَكَّبَتْ،
خُطَايَ، وَارْتَدَّتْ بِأَحْشَائِي اللَّهَبُ.

وَقُلْتُ: أَلَا يَا نَفْسُ صَبْرًا فَإِنَّهُ،
عَلَى مِثْلِ هَذَا السَّيْرِ يُدْرِكُنِي العَجَبُ.

أَلَسْتِ تَرَيْنَ البُعْدَ يَسْرِي كَسَارِقٍ،
وَيَتْرُكُ فِي جِيدِ اللَّيَالِي العَتَبُ؟

أَنَاخَتْ بِنَا ذِكْرَى الصِّغَارِ فَأَوْهَنَتْ،
عُرَى العَزْمِ، إِلَّا أَنَّ لِلرُّوحِ طَلَبُ.

تَكَاثَرَ فِي صَدْرِي حَنِينٌ كَأَنَّهُ،
نُذُورُ نَوَاحٍ يَسْتَشِفُّ بِهِ الخَطْبُ.

أُرَتِّلُ آيَ الحُزْنِ فِي صُحُفِ قَلْبِي،
فَيَبْكِي عَلَى وَتْرِ الخَيَالِ النَّدْبُ.

أُقَلِّبُ فِي أَرْوِقَةِ الذِّكْرَى صُحُفَهَا،
فَتَسْقُطُ مِنْ كَفِّي وَتَنْثَالُ الكُتُبُ.

وَأَعْلَمُ أَنَّ الدَّهْرَ خَدَّاعٌ وَجْهُهُ،
وَلَكِنَّ فِي جَوْفِ القُيُودِ الذَّهَبُ.

إِذَا رَاحَ صَوْتُ الأُمِّ فِي البَيْتِ خَامِدًا،
تَأَوَّهَ مِنْ صَمْتِ الجُدُرَانِ السَّغَبُ.

وَإِنْ هَتَفَ الإِخْوَانُ مِنْ بَعْدِ فُرْقَةٍ،
تَفَجَّرَ فِي أَعْمَاقِنَا الصَّفْوُ الصَّخَبُ.

أَمْوَاجُ أَشْوَاقِي، وَقَدْ ضَاقَ مَرْكَبِي،
فَأَيْنَ مَفَازَاتُ الدُّرُوبِ، وَأَيْنَ التَّعَبُ؟

سَتَبْرُقُ عَيْنُ الغَيْمِ إِنْ عُدْتُمُ غَدًا،
وَتَنْقَطِعُ البَلْوَى وَتَنْدَحِرُ الحَرْبُ.

وَإِنِّي لَأَسْعَى نَحْوَ ظِلٍّ يَتَظَلَّلُ،
عَلَيَّ، فَيَحْمِلُنِي إِلَيْكُمُ الرَّكْبُ.

وَتَصْحُو سَرَابَاتُ الدُّجَى فِي مَفَاصِلِي،
فَيَأْوِي إِلَى صَدْرِي مِنَ الطَّيْفِ السَّرْبُ.

إِذَا انْفَتَحَتْ أَبْوَابُ بَابِكُمُ سَنًا،
فَيَا نِعْمَ مَا تَهْوَى الرُّؤَى مِنْكُمُ القُرْبُ.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.14.2025
Time : 4:00 pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق