الاثنين، 18 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{فَضَاعَتْ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


 "فَضَاعَتْ"


خَفَا وَجْهُكِ المُسْتَسْلِمُ اللَّيْلَ غِشْوَةً،
فَأَوْرَثَنِي فِي الصَّدْرِ وَخْزًا هُوَ الأَلَمُ.

وَكُنْتِ لَدَيَّ العَهْدَ عِقْدَ مُحَبَّةٍ،
فَلَمَّا انْثَنَى العِقْدُ انْثَنَى قَلْبِي النَّدَمُ.

وَبِتُّ أُقَلِّبُ فَوْقَ وَجْهِ وِسَادَتِي،
سُؤَالًا يُذِيبُ اللَّحْمَ حَتَّى يَغُورَ السَّقَمُ.

أَتَيْتِ ظِلَالًا ثُمَّ غِبْتِ لِخَاطِرٍ،
فَلِلرُّوحِ مَا لِلصَّبْرِ؟ إِلَّا أَنَّهُ الوَهْمُ.

هَلِ الدَّارُ تَذْكُرُ خُطْوَكِ الأَمْسِ بَعْدَنَا،
أَمِ الرِّيحُ تُخْفِي أَثَرَهَا حِينََ يَغْفُو الحُلْمُ.

وَكُنْتِ أَرَى فِي الكَفِّ خَاتَمَ قُرْبَةٍ،
فَلَمَّا تَصَدَّعَ خَاتَمُ العَهْدِ جَاءَ العَدَمُ.

أَرَى طَعْنَةً فِي الظَّهْرِ تَبْتَسِمُ اسْمًا،
وَمَا ابْتَسَمَتْ إِلَّا لِتُخْفِي دَاخِلًا الظُّلْمُ.

أَتُذْكِرُ يَوْمًا كَيْفَ حَلَفْنَا بِقُرْآنٍ،
فَمَا انْفَصَلَتْ إِلَّا لِتَنْقُضَ ذَاكَ القَسَمُ.

فَضَاعَتْ سُدًى سِرًّا، وَخَانَتْ وُدَّنَا الحِرَمُ،
وَتَاهَتْ دُمُوعِي حَيْثُ ضَاعَتْ لَنَا القِيَمُ.

وَيَا نَفْسُ لِلأَيَّامِ دَرْسٌ مُرَارُهُ،
فَمَا بَعْدَ خَوْضِ المَرْءِ إِلَّا لَهُ العِلْمُ.

وَإِنِّي رَفَعْتُ الرَّايَةَ البِيضَ صَابِرًا،
فَمَا انْخَفَضَتْ إِلَّا لِتَرْكَبَ ظَهْرَهَا العَلَمُ.

كِتَابِي شَهِيدُ الدَّمْعِ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إِلَّا،
حُرُوفٌ تُنَاجِي اللَّيْلَ، يَكْتُبُهَا القَلَمُ.

فَيَا قَلْبُ خُذْ مِنْ حِكْمَةِ الجُرْحِ عِبْرَةً،
فَمَا بَعْدَ نَقْضِ العَهْدِ تَنْفَعْ نَا بِهِ الحِكَمُ.

تَخَلَّعَتِ الأَيْدِي الَّتِي صَافَحَتْ وَدِّي،
فَأَيْنَ وُفُودُ العَهْدِ؟ أَيْنَ لَهَا الذِّمَمُ؟

أَأَجْهَشُ شُكْرًا كُلَّمَا هَبَّتِ الذِّكْرَى،
وَقَدْ مَزَّقَتِ الرُّوحَ انْسِرَادَاتُهَا النِّعَمُ.

وَأَمْسَى سَرِيرُ البَيْتِ صَحْرَاءَ جَامِدًا،
فَسَالَتْ كُؤُوسُ القَلْبِ، وَانْكَسَرَ الحُطَامُ.

وَإِنَّكَ لَمْ تَخْضَعْ لِعَهْدٍ وَلَا صَفْوٍ،
فَيَا خِزْيَ نَفْسِي مِنْ هَوَانِكِ ذَا اللُّؤْمُ.

تُقَابِلُنِي المِرْآةُ صُبْحًا بِهَمْسِهَا،
أَتَتْنِي خَيَالَاتٌ وَمَا نَطَقَتْ الكَلِمُ.

فَمِنْ لَوْحِ قَلْبِي نُقِشَتْ لَكِ أُنْجُمٌ،
وَخُتِمَ خِتَامُ القَلْبِ وَاسْمُكِ ذَا الوَسَمُ.

سَأَمْضِي وَصَمْتِي فِي الجَوَانِحِ مُثْقَلٌ،
وَمَا ضَاقَ صَدْرِي، غَيْرَ أَنَّ الَّذِي السَّأَمُ.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.17.2025
Time:2:12pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق