غِياباتٌ…
لا تُقاسُ بِزمن،
ارتجافُ الرُّوحِ كلَّما مرَّ في الذّاكرة… قِياس،
غيابٌ يُعيدُ تشكيلَ الوجود… قِياس،
وغيابٌ يكونُ كلُّ ما بعده عالمًا ناقصًا.
---
"أمنية"
لو أنَّ الموتَ
لم يَكُن يقينًا،
لكُنتُ فاوضتُهُ بحياتي على حياتِكَ،
ولو أنَّ الغيابَ
يُقايَضُ بالأنفاس،
لأعطيتُهُ رئتَيَّ.
ولو أنَّ للزمنِ بابًا سِرِّيًّا،
لاخترتُ التِّيهَ خَتمًا،
ودخلتُ كالوهم
إلى اللَّحظةِ التي كنتَ فيها،
ومثلَ أيِّ مسافرٍ
خذلَهُ النُّعاسُ لحظةً،
لأراكَ خلفَ جَفني… نُورًا.
أخي…
يا كوكبُ غادَرَ مَجَرَّتي،
فتبعثَرَ ضَوئي،
فلا مدارَ
يسبَحُ فيهِ اسمي.
المسافةُ ليست صمتًا،
ولا حتّى اختفاءً للنُّطق،
بل هُوَّةٌ من نَدًى،
أعبُرُها بأمنِيَةٍ واحدة،
وقبلَ أن يتنفَّسَ الفَجر،
ويَكشِفَ سرَّ عُبوري،
أكونُ قد تبعتُكَ
بأبهى ظَنّ.
الآن…
وكما يَعلَمُ الكَون،
أنا هُنا،
لا خُطواتَ لي إلّا في الفَراغ،
أتلمَّسُ غيابَكَ وحضورَكَ،
نقيضَين أجمعُهما كحقيقةٍ
لم تُكتَشَف بعد،
تمامًا كما يتلمَّسُ الأعمى النَّهار.
أخي…
هل أدرَكَ غيابُكَ
أنَّ الحنينَ
ليس استدعاءً لما كنتَ عليه؟
بل إقامةً في زمنٍ مُوازٍ
لا يَصِلُ إليهِ أحد.
تَعال…
لأرُدَّ إليكَ السَّلام،
السَّلامَ الذي تركتَهُ مُعلَّقًا
في يدي.
بقلم: دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق