الجمعة، 22 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{محاكمة}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


 (محاكمة )


كلما سقط شهب من السماء
واستدار القمر في فناء الدار
كلما شهق الفجر وتثاءب بوجه النسيم
واستفاق الندى بين البتلات الخجولة 

كان قلمي الشاهد على الفرح العظيم 

كلما سقط شهيد وعبق دمائه تناثرت على الجدران
وقلب أم تخبىء وجهه من إجرام الطغيان 
كلما سمعت التنهدات للاجىء في خيمته يرتعد
وأصوات البطون الجائعة لقضمة خبز 

كان قلمي ينزف وبدموعه يطلب الغفران 

كلما سرقت الياسمين من ياقة قميصه الأبيض
...ودخلت خلسة" بين الأزرار لأشعر بالطمأنينة
كلما توضأت من أنامل الحبيب
دللته وغرفت من همسه الحكايات 

كان قلمي الشاهد على نعيم العشق 

كلما خلعت روحي عن جسدي 
وهامت روحي في ملكوت الكون 
كلما راقصت القمر والنجوم 
وغابت نفسي في رحلة سفر نحو الأفق الكي

كان قلمي الشاهد على نور العالم الفسيح

سيدي القاضي ...ما ذنب قلمي ليعدم ؟؟

ضوضاء في القاعة ..
حكمت المحكمة حضوريا" على المدعي القلم بالشنق حتى الموت ..

صلاة ..بسملة..
إرتعش الرصاص داخل الأحشاء 
تحول الحبر لدمع يرافق الأحباب 
شهقة شهقات 
سقط القلم 
حملته الأنامل بنعش من حروف 
وانطفأ الحلم هنا في هذه اللحظات 

        سهى زهرالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق