الجمعة، 22 أغسطس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

   سلسلة قصصية 
          بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
   مابعد الغضب 
          -٣-

مع الانسجام التام، والألفة، واستمرار الحديث بيني وبين صديقي ومناصري الجميل شاط ،لم أتنبه إلى المرأة التي لاتزال ترتدي النقاب، كانت جالسة أمامي يظهر رأسها من خلف مسند مقعدها مباشرة؛ "هذا إن كانت امرأة ولم تكن شابا".
كانت تسمع صوتي وتهز رأسها في كل حين مستنكرة تلك الأحاديث،
وكنت أتساءل دائما لماذا لم تفعل كالباقيات .
قال صديقي شاط وهو لايزال يتحدث بسخرية:
-قلت لي ياصديقي بأنك ستحرق ؟
-نعم أن هذا ما سأفعله ولن أتراجع عنه أبدا.
-لكني أرى بأنك متجه إلى العقبة ..وهل يوجد بها شيء يمكن حرقه هههههه..أراك تنوي حرق الجبال والصخور والرمال ؟
شعرت بتلك اللحظة كم كنت ساذجا، وسألت نفسي فعلا هذا السؤال ؛" لماذا أنا متوجه إلى العقبة" ولم أجد أي جواب يشفي غليلي .
تابع شاط :
-لكن إن  كنت فعلا تريد أن تحرق أنا سأدلك على خير الطرق وأسهلها وأكثرها فعالية لحرق  أكبر المساحات الممكنة ؟
-لماذا تريد ذلك ،اتحب رؤية الحرائق، بالرغم من أن أسمك شاط يعني الشاطىء ؛أي الماء .
-بل لأني أحببتك وسأبقى إلى جانبك ولن أتخلى  عنك أبدا،وسوف أصارحك الأن بشيء هام ،هو أن معنى أسمي ليست اختصارا لاسم شاطىء ،بل هو اختصار لاسم  شيطا .... أو سأتركك تعلم وحدك ؟
-حسنا أخبرني فأنا كلي آذان صاغية .
إقترب مني أكثر ولفحتني أنفاسه الساخنة وقال :
-بمجرد  وصولنا إلى محطتنا الأخيرة ماعلينا سوى العودة فورا إلى عمان ،نسترح يوما واحدا ومن ثم نتوجه إلى منطقة "ع.ك" المليئة بالأشجار والأحراش ..هناك إن ذهبنا تحديدا في اليوم التالي ستخدمنا الرياح الخماسينية بالاضافة إلى حرارة الشمس..هنا ماعليك سوى أن ترم بعقب سيجارتك تحت إحدى الأشجار لتحط فوق الحشائش الجافة وسرعان ما ستشتعل الأرض لتتحول إلى جحيم  ..وستصل النيران إلى مولد كهرباء مخفي عن الأنظار ،وسيشتعل ويزيد من غضب النيران وسيستمر مدها بلا توقف ..وهكذا؟
-ياإلهي ..كم أنت داهية ياشيطا .
-لم تر شيئا بعد ،أن تلك ستكون مجرد بروفة  من الحرائق البسيطة مقارنة بما سنفعله فيما بعد  ياصديقي ..أن الغضب الذي يستطيع حرق مدن وتدميرها بأكملها غالبا  مايكون سببه  عقب سيجارة محتضرة تنقل المرء الخاطىء إلى مابعد الموت ؛الجحيم ،المهم في الأمر أن يبقى غضبك مشتعلا؟
كان لايزال يمسك بيدي ويشد عليها ،ثم قال متابعا:
-سأكون معك دائما  ياصديقي ..وسأنصرك؟
-أنا ممتن لك ياصديقي ..كذلك أنا سأنصرك.
-إذا ومنذ تلك اللحظة نحن حلفاء ؟
-تمام.
-لكن حتى تستطيع فعل ذلك كله عليك أيضا بمناصرة هؤلاء؟
-وماشأنهم بذلك .
-ههههههه بل هم كل شيء ..هم الذين سيصبحون عيونك في كل مكان ..أنهم ومنذ اليوم سيكونون جيوشك..أن قرابينم القتل والحرق ورفض القوانين السماوية والارضية ؟
-حسنا ..وكيف أستطيع مناصرتهم.
-بتنفيذ رغباتهم والانصهار معهم؟
-أنا مستعد لذلك.
-حسنا إذن إتفقنا ..أن جميع قططهم في إنتظارك  ياعزيزي هههههه؟
شعرت بحماس كبير جعل جسدي يشتعل نارا ،فشعرت بالحرارة الشديدة تجتاح جسدي بالرغم من الهواء البارد المنبعث من المكيفات ،فقمت بنزع قميصي من على جسدي المشتعل ونهضت من مكاني ومشيت متوجها إلى هؤلاء بينما شيطا يضحك بسرور ونشوة ، لتغمرني بعد ذلك جميع الأجساد .  .   .    .    .    .     .    .    .    .   .    .     .     .    .     .  .
.    .    .     .    .     .    .     .     .     .     .     .     .    .     .    .    .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عدت إلى صديقي الجميل شاط وقد إمتلأ جسدي ووجهي بأزرقاق أشبه بالكدمات من آثار تلك الزيارة التي استقبلت بها بالقبلات العنيفة، ولعقات القطط ،والعضات المتوحشة.
ما أن رآني شيطا  ورأى الإزرقاق المنتشر على وجهي وجسدي حتى أحاطني بذراعيه ولثم وجهي هو أيضا بالقبلات وقال بسعادة ونشوة الانتصار:
-أنت الأن قد أصبحت واحدا منا ..أهلا وسهلا بك؟
لكني شعرت ببعض الغصة عندما تذكرت المنطقة الأولى التي وقع إختيار شيطا عليها لتحترق ؛لقد كانت هي أول ذكرى لي مع "اخلاص" عند أول تعارفنا ،وقد كتبنا حرفينا على ساق أكبر شجرة هناك بداخل قلب ،وأن ذلك القلب سيكون مصيره الحريق مع باقي أشجار الغابة ..و..بالتالي ستحترق اخلاص..وعندها سيحترق بداخلي  ماتبقى من كل ذكرى  جميلة.
لكن ياترى لماذا إختار شيطا  هذه المنطقة أولا ..؟!!،
إستمر حديثنا والذي أثلج صدري وشعرت بأني قد تحولت من الضعف والإنهيار إلى القوة والتصميم ،وقد  بدأت التفكير بهدوء، وكيف سأخوض حربي بصحبة صديقي وجيشي بعيدا عن الانفعال والتسرع والسذاجة التي تجعلني أرتكب الأخطاء.
لكني كنت في حيرة من أمري ؛لماذا صديقي شيطا  أيضا يريد أن يحرق ويدمر ،هل هو إنسان أخر ناقم وغاضب بسبب ظلم وقع عليه!! ، أم أن 
 الجميع غاضب وينوي التدمير لأسباب مختلفة !! ، هل وقع الظلم على الجميع ..!! أم هي الصدفة وحدها التي جمعتني بشيطا  وببقية أتباعه. 
تفاجأت بالمرأة ذات النقاب والتي كانت تجلس أمامي تقف وتطل علي من وراء المسند وتقول لي معاتبة:

                          "وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق