الأحد، 17 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{إلى طفلة إرتقت تحمل ماء}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


 *إلى طفلة إرتقت تحمل ماء...!


أنا الطفلة الجائعة العاطشة...
أبدع في طفولتي التعب...
والهلع ومر العناء...
وأهلي الجائعون العاطشون...
في الهامش بؤساء...
أحمل أكثر من وزني القدح
أقصف غدرا بطعنة غادرة 
جرمي أني أحمل ماءا لأهلي
مجرد ماء....!!!!!!
 منهكة وأبحث في حزني
 الكئيب...ووجهي الكئيب
وليلي الطويل الغريب...!
عن ساعة مسروقة للفرح...
في متاهات العويل والنحيب
 أشد الرحال لشوقي...
فساعة موتي تحررت روحي
لتهرب للصيف من برد الشتاء...!
وعطش الهجير وحزن الخريف...!
وجوع الشتاء...!و خوف الشتاء...!
ستسلك لله طريق السلام...! 
بيضاء بالنور كطير حمام...
أنا الطفلة التي من ظلم الأرض 
والعالم الراقي اللعوب الكذوب 
عالم يشهد قتلي الحرام...
هو وإخوتي الخادعون اللئام...!
كإخوة يوسف في بئر الخديعة...
تموت القلوب...ويموت السلام... 
وأقتل بدم بارد بين الركام... 
فأطير بأجنحة فوق الغمام
بين الدروب ونحو الغروب...!
كطير يعود نحو متاهات المساء 
ويبقى أخي الصغير في المخيم
 جائع وعاطش... منكسر...!
ويبقى في متاهات البكاء 
 وقابع  عند الحطام ينتظر...!
يحلم حلم يتيم أضناه السهر...
والشوق للأخته التي لن تعود
لما غدرت بنازلة كلمح البصر...!
فسافرت لله على حين غرة 
وما أجمل أن نبكر في السفر...!
نموت صغار...ويمضي النهار...
ترجلت والأجل حتم عليا
و على كل البشر....
والفراق ليس منه مفر...
فاحلامنا ماتت مع الغدر
يوم غدرنا....!!!
وآلت إلى وهم كذوب... 
وطيف يسكن تجاويف القلوب 
وظل أخي وحيدا...
يمعن في الذكرى السفر...
كطيف منام وسرب حمام . .
وبات من الهجر  يلاحق طيف القمر...
 بين الغمام  ويبحث عني ليشرب...!
ويرقب سحر الوميض وذاك الضياء 
يردد إسمي  كالببغاء...!
عطشان أختاه  لشرية ماء...!!!
ويقول بالصوت الجريح:
أختي يا لحن الحياة...
أختي  يا أغنية للرعاة...!!!
ونغم شجي طروب...!فراش لعوب..!
وشدو البلابل والهمس...!
أختي شفاء  لكل القلوب...
وصوت قصي من الأمس 
ونغم تلاشى مع الريح ولحن طروب
أمعن مني الهروب...!! 
في الأفق البعيد وفي متاهات الصدى...
أختي الصيف ومواسم الجني
وليل الحصاد...!
أختي شدو البلابل ورد الصدى
أختي حلم  البيادر وحر الهجير 
هي الربيع وزهر اللوز  البديع 
وعود القطيع عند المساء... !
أختي صباحات القرى...
أختي الخريف أيلول ...
والعود للمدرسة والحنين...! 
أختي نحل الربيع  وزهو الربيع 
وهي الرحيق...و هي في الزهر الطنين...
أختي السمر في ليل الصقيع..  
هي الدفىء والأنس في ليل الشتاء
أختي الصفاء وأختي النقاء...
هي رمز الكرم و رمز الوفاء...
هي التي ماتت من أجل عطشي
أرادت ان تغسل وجه أمة...!
فقد ت الحياء ...وفقدت ماء الحياء
هي ولدت حينما غدرت ...
وطارت شهيدة لعنان السماء
وأمتها هي التي ماتت منذ قرون
وهي التي تستحق الرثاء...

-سمير بن التبريزي الحفصاوي🇹🇳 
 ((بقلمي)) ✏️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق