الجمعة، 19 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{نشيد الحرية}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمّامي}}


 🔹 نشيد الحرية

***
قَسَمًا لَنْ أَرْكَعَ للأَيَّامَ، مَا دَارَتْ
فَالْحَقُّ أَثْبَتُ مِنْ خُرَافَاتِ الْخُطَبِ

أَنَا ابْنُ مَاضٍ أَبَى أَنْ يَنْحَنِي أَبَدًا
وَصَوْتُ حَاضِرٍ يَفُجُّ لَهِيبَهُ صَخَب

وَغَدًا أُعَلِّمُ أَحْفَادِي مَسِيرَتَنَا
أَنَّ الرِّجَالَ تَصُونُ مَجْدًا بِالْعَصَبِ

أَقْسَمْتُ: مَا خَانَتِ الْأَرْوَاحُ مِيثاقَهَا
لَنْ تَنْحَنِي عِنْدَ الْعِدَى أَبَدًا رُكَبِ

فَإِمَّا حَيَاةٌ كَرِيمَةٌ نُشَيِّدُ بِهَا
صَرْحَ الْكَرَامَةِ، أَوْ فِدَاءً بِالْأَدَبِ

فَالْمَجْدُ يُنْتَزَعُ انْتِزَاعًا لَا هِبَة
مِنْ لَظْمَةِ النِّيرَانِ أَوْ نَزْفِ الْحُدُبِ

عَلَّمَنِي اللَّيْلُ وَالْأَحْزَانُ حِكْمَتَهَا
أَنَّ النُّجُومَ تُرَى بِأَعْمَاقِ الْقَلْبِ

وَالْحُرُّ حُرٌّ، وَإِنْ ضَاقَتْ مَسَالِكُهُ
يَبْقَى عَظِيمًا رَاسِخًا مِثْلَ الْجَبَلِ

مَن عَاشَ حُرًّا فَلَنْ يُثْنِيهِ مُعْتَرَكٌ
وَلَا السُّجُونُ، وَلَا جَحِيمٌ مُلْتَهبِ

فلَا يَشْتَرِي عُمْرًا مَنِ اسْتَبْدَلَ الْعُلَا
بِالذُّلِّ فِي سُوقِ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ

قَسمًا لا أستَكِينُ، ولو دَارَت دَوائِرهَا
فالحَقُّ أثبتُ مِن زَيفٍ ومِن كَذِبِ

فالعِزُّ يُزرَعُ فِي الأروَاحِ مُشتَعِلًا
لا فِي اللِّباسِ ولا فِي عَالَمِ الرُّتَبِ

والمَجدُ لا يُهدَى هَباءً لِلذينَ غَفوا
لكنَّهُ يُنتَزَعُ انتِزَاعًا مِن اللُّهُبِ
***
عزالدين الهمّامي 
بوكريم/تونس 
2025/09/19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق