الاثنين، 15 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{أنفاسٌ بطَعمِ الملحِ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{دنيا محمد}}


"أنفاسٌ بطَعمِ الملحِ"

أنفاسٌ
تخرُجُ مِن فمِ الأرضِ
كأنَّها صدى المُحيطِ
الباحثِ عن بَرٍّ لم يُولَدْ بعدُ.

أنفاسٌ
تَحمِلُ في ملوحتِها
أرشيفَ الغَرقى،
وصوتَ المَراكبِ الّتي
لم تَعُدْ،
وأحلامَ مَن تركوا ظلَّهُم
مُعلَّقًا على جدارِ المَوجِ.

أنفاسٌ
ليستْ هواءً
بَل وصيّةُ الرُّوحِ
حين تَفيضُ على حافّةِ الجُرحِ
وتُعلِنُ أنَّ الحياةَ
مُجرَّدُ قارِبٍ
مَخرومٍ
يمشي فوقَ ماءٍ مالِحٍ.

أنفاسٌ
تَلعثِمُ الغَيمَ،
وتُوقِظُ الملحَ في العُروقِ
حتّى يَصيرَ دَمًا،
ولُغةً لا تَنكسِرُ.

أنفاسٌ
بطَعمِ الملحِ،
تُقاوِمُ النِّسيانَ
كجُذورٍ في ملوحةِ التُّربةِ،
وتُربّي الصَّبرَ
على أرصِفَةِ الرِّيحِ،
وتُعلِّمُ الأُفُقَ
أن يَمدَّ ذراعَيهِ
كي لا يَسقُطَ البحرُ وَحيدًا.

أنفاسٌ
بطَعمِ الملحِ،
تَسكُنُ الشِّفاهَ
كأنَّها قَسَمٌ أبديٌّ
بأنَّ الألَمَ
سَيَبقى ذاكرةً
لا يَقدِرُ الزَّمَنُ
على مَحوِ ملوحتِها.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق