الأحد، 28 سبتمبر 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
 تيسيرالمغاصبه          
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    لكني رأيته 
       -١-

هناك في المقعد الأخير ياعزيزي يوجد فتاة تجلس وحدها ،وهي متشوقة جدا لحبيب و..بأمكانك أن تختطف  قبلة منها دون أن تمانع.
أما تلك المرأة هناك ..هه أنظر ياعزيزي دون أن تلفت الإنتباه إليك ،إنها تتظاهر بالنوم ..لكنها في الواقع تختلس النظر إليك بين الفينة  والأخرى ههه إنها تناديك ..تتمنى وصالك،
وتلك ..وتلك .
فلا يوجد شيء اسمه الحب بمعنى الشعر والأدب ،أن الفتيات خلقن للحظات حب عابر مايلبث أن ينسى.
لاتكن سطحيا ياعزيزي وإلا إتخذت منك موقفا، وحينها سوف أغادرك  دون عودة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد الالتباس الذي حدث بشأن أرقام المقاعد بيني وبين العشاق، قال الشاب الذي كان شديد الشوق واللهفة لفتاته الجميلة:
-عفوا أن تلك مقاعدنا بالفعل ،بأمكانك التأكد من رقم تذكرتك ،أن  مقعدك هنا مقابل لنا من الشطر الثاني ؟
قلت :
-عفوا أخي لامشكلة، أشكرك؟
أما  زميلي في السفر فكان هذه المرة طفل جميل الصورة ،كان  في حدود العاشرة من عمرة وكان  قد استحوذ على  المقعد المفضل لدي وهو إلى جانب النافذة. 
كانت نظرتي إليه لا تخفي  شغفي  بالأطفال، ومن جهة أخرى أن الأطفال يميزون ذلك الشغف من خلال نظرات الغير ؛أعتقد ذلك ،ولهذا السبب و بالطبع قد تبين له ذلك سريعا من خلال نظراته الذكية إلي .
نعم..فأنا أعلم أن الأطفال يميزون ذلك الشغف.
كان يرتدي الثياب الصيفية الخفيفة ،السروال  الأزرق القصير ذو اللون  السماوي ،والتيشرت الأحمر .فثيابه كانت أقرب إلى ثياب الرياضة ،أو لعلها كذلك .
إرتسمت على شفتيه  إبتسامة جميلة  رطبت  شفتيه ، كانت إبتسامته تدل على أنه قد تأكد من شغفي به .
لفتت إنتباهي حركات العشاق المبالغ بها في مكان كهذا !!
وضع الطفل يده الصفيرة على ركبتي ،ذلك جعلني ألتفت إليه متفاجئا وهمس إلي :
-أراك تتمنى ذلك ؟
دهشت من كلامه وجرأته ،لكني أجبته متصنعا البلاهة:
-ماذا تعني بذلك ياصغيري ؟
-هههه لحظات كتلك التي تختلس أنت النظر إليها ياعزيزي. 
قلت بصوت منخفض أحدث به نفسي:
-ياإللهي؟
فتابع وهو يقترب مني أكثر:
-ألا تتمنى أن تكون مكان ذلك  الشاب السعيد  ..هل يزيد عنك بشيء؟
إبتسمت وقلت له  مداعبا وأنا أمسح  بيدي على  شعره الجميل المنسدل كالحرير فوق عينيه الواسعتين:
-هههههه أنت ظريف جدا ياصغيري؟
-لكني لاأمازحك ياصديقي ..بكل تأكيد أنت تتمنى أن تكون بقربك فتاة جميلة ..هه ..تتكىء على كتفك ..وتهمس بأذنك ..و..وماغير ذلك الكثير؟
-هههههه لكن ألا ترى بأنك صغير على هذا الكلام ياصديقي  ؟
-اليوم ونحن في عصر الإنترنت لم يعد التعامل بمصطلح  صغير وكبير واردا.
-صدقت ..هل أنت وحدك في تلك الرحلة أم برفقة أسرتك؟
-بلا أنا  وحدي ،وهل تر في رفقتي أحد .
-لكن أليس ذلك غريبا ؟
-وماهو الغريب في الأمر ياعزيزي؟
-أن يسمح لك بالسفر وحدك بالرغم من حداثة عمرك.
-ألم أقل لك بأننا أصبحنا في زمن الانترنيت ،عموما أنا لا لاأرى في تلك الرحلة شيئا غريبا ..سواك .

                        "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق