قلوبٌ تئنّ ..
ف ـ لسْ ـ طينُ فيك الرّؤى تحتضرْ
عدوّ يكيدُ شديدُ الخَطَرْ
وشدو البلابل صار صدى
وقد أخرس الموتُ لحنَ الوتَرْ
ففي الق ـ دْ ـ سِ أعداؤك استأدوا
وشعبٌ هناك يذوق الأمرْ
و غ ـ زَّ ـ ةُ كادَ العدوّ لها
وصبّ عليها لظًى مسْتَعِرْ
أغ ـ زّ ـ ةُ مسّكِ حرّ الضّنَى
عدوّ محا منك أحلى الصّورْ
وتذوي كرومٌ وزهر الرّبا
بأرضٍ سقتها دماء البشرْ
عدوّ يصبّ كؤوس الرّدى
وشعبٌ يبادُ .. وقلبي انكسرْ
يعيشُ غريبًا على أرضهِ
عليه تسلّ سيوفُ القدَرْ
يجوعونَ يفترشونَ الثّرى
وما من مُحَامٍ و لا منْ ثأرْ
وصارتْ خيامٌ لهمْ سكنًا
وهذا الزّمانُ بهمْ قدْ غدرْ
وأشباح موتٍ تجوبُ الرّبا
وغابتْ نجومٌ وغابَ القمَرْ
قلوبٌ تئنُّ غزاها الأسى
وتسكنها لوعةٌ لا تقرّْ
ويلهو بها الموتُ فوقَ الثّرى
وتحتَ الرّكامِ وبينَ الحفرْ
تعانقها سكراتُ الرَدى
وليلُ الفناءِ عليها يمرْ
ومنْ سرمدٍ ليلها لا يفوتُ
بطيء .. طويل وداجٍ عكِرْ
تسدّ عليهمْ دروبُ الحياة
يسيرونَ للعدمِ المنتَظَرْ
وكمْ قدْ رثيتُ يتيمًا بكى
من الجوعِ .. من لسعِ حرٍّ وقرْ
وما أيقظتْ زفراتُ الأسَى
ضميرَ الحياةِ لشكوى البشَرْ
أرى للقريبِ ضميرًا غَفَا
وقلبًا تصلّبَ صارَ حَجَرْ
وألبسهُ الذُلُّ أسْمالهُ
وجرّعهُ الدّهرُ كأسَ الكدرْ
بكيتُ وتبكي عيون السّما
بدمعةِ غيمٍ همتْ كالدّررْ
بقلمي/رفا الأشعل
على المتقارب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق