الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{نافذة النظر}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


 خمس نوافذ للحب 2

"نافذة النظر"

الضوءُ يولَدُ من بينِ غصونِ الفجر،
يتسلَّلُ على استحياءٍ فوقَ وجهِ النهر،
ثمّ يَفتحُ جفنَيْه على اتّساعِ الدُّنيا...
كعينيكِ حينَ تستيقظانِ،
تُوقِظانِ منّي المعنى والدهشة.

العصافيرُ تنفضُ عن ريشِها النَّوم،
تتلفّتُ ناحيةَ الأفق،
تُغازلُ الزَّرقةَ بنغمةٍ خفيفة،
كأنَّها ترقبُ سرًّا لا يُقال...
كعينيكِ حينَ تُسافرانِ فيَّ
ولا تَبوحانِ بشيء.

على الجبلِ، يَهبُّ الغيمُ كوشاحٍ من حلم،
يُغطي القممَ ويَسترقُ النَّظرَ إلى الوادي،
كطفلٍ يخشى أن يُكتشَفَ سرُّه،
كَرموشِكِ حينَ تُسدلُ ستارَها على الشِّوق،
فتُخفي وتُظهرُ في آنٍ واحد.

تتكسَّرُ المرايا في البحرِ حينَ يحدّقُ القمر،
ويشتعلُ الموجُ من خجلِ الانعكاس،
كأنَّهُ يرى نفسه لأوَّلِ مرَّة،
كعينيكِ حينَ تلمعانِ بدمعةٍ مُؤجَّلة،
يشتعلُ في قلبي ماؤُها، ولا يَنطفئ.

وحينَ يهدأُ اللَّيلُ،
تتساقطُ النُّجومُ كحروفٍ من سِحر،
تُرتِّبُها الريحُ فوقَ وسادتي...
فأُغمضُ جفنيَّ،
وأُصغي إلى ضوءٍ يتكلَّمُ من بينِ رموشكِ،
يقولُ إنَّ للحبِّ عينين،
وإنَّ السَّمعَ نافذتي القادمة.

✍️ محمد الحسيني – لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق