"متى"
سنظلُّ نُراكمُ ظلالَنا
كأنَّ العتمةَ وطنٌ
والضياعَ جذورٌ نابتةٌ
في لحمِ الطريق؟
متى
سنبقى نُرمّمُ الشقوقَ
التي تصنعُنا،
ونلبسُ قناعًا
يُخفي قناعًا
يُخفي آخرَ
لا يشبهُ وجوهَنا؟
متى
سنحملُ الحقيقةَ
كجمرٍ
لا نجرؤ على نفخه،
ونُربّي في أرواحِنا
أسئلةً
تأكلُ أجوبتَها
قبل أن تكبر؟
متى
سنظلُّ نقفُ
على حافةِ الزمن،
نقيسُ نبضَه
بحصى الذاكرة،
ونحسبُ ارتهانَنا
على ساعةٍ
لا عقاربَ لها
إلّا خوفُنا؟
متى
سنمشي بأقدامٍ
تبحثُ عن أرضٍ
لم تولد بعد،
ونفتّشُ في أنقاضِ المعنى
عن معنى
ينقذُ المعنى؟
متى
نغرسُ في صدورِنا
أبوابًا
لا تعرفُ مفتاحًا،
ونرسمُ للريحِ
معالمَ دروبٍ
لم نسلكْها
إلّا في الهواجس؟
متى
نحملُ هذا الوجودَ
ككتابٍ مُغلق،
كلَّما فتحناه
هربتِ الصفحاتُ
وتركَت لنا
فراغًا
ينطقُ بما لا نسمع؟
متى
يا نحن؟
ويا صدى نحن؟
ويا بقايا نحن؟
إلى أن نفهم
أن السؤالَ نفسُه
هو الطريق،
وأن الطريقَ
هو أوّلُ الجواب
وآخرُه…
متى؟
نجرؤَ أخيرًا
على أن نكون.
بقلم دنيا محمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق