الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{عندما تنطفئ الروح}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"عندما تنطفئ الروح"

حينَ
تسقطُ آخرُ شرارةٍ من المعنى،
ويُطفئُ الجسدُ مصابيحَهُ الداخليّة،
تبدأُ الدهشةُ بالضحكِ على الفراغ.

تمشي الفكرةُ عرجاءَ
في دهاليزِ الوعي،
وتتعكّزُ على وهمٍ
فقدَ صاحبَه.

هناك،
حيثُ تتثاءبُ الحقيقةُ من فرطِ الوضوح،
ويغدو الصمتُ أكثرَ ضجيجًا
من جوقةِ الكلماتِ الميتة،
يولدُ الكلامُ من رحمِ الإدراك.

تتدلّى الأحلامُ من سقفِ الذاكرة،
كجُثثٍ لم تجدْ مدفنًا،
ولا اسمًا،
ولا مغفرةً تُعلّقُها على جدارِ الروح.

تجلسُ الروحُ
على حافّةِ الوقت،
تعدُّ نَفَسَها الأخير،
كمن ينتظرُ قطارًا
يعلمُ أنّه لن يأتي.

تتآكلُ ملامحُنا
من كثرةِ الانتظار،
ويتحوّلُ الحُلمُ
إلى شاهدِ قبرٍ
دُفنَ فيه.

هناك فقط،
يتحوّلُ الإنسانُ
إلى فكرةٍ مهجورة،
إلى صدًى يبحثُ عمّن
يناديه.

وعندها،
يُدركُ اللهبُ
أنَّ الاحتراقَ
أهونُ من الانطفاءِ.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق