*صورة...!!!
مضحكة جدا هذه الصورة...!
رغم مافيها من نحافة ووهن...!
مضحكة لكنها إستفزتني...
لأنها فيها أرشيف...!
ومصيف ليس ككل مصيف...!
وشتاء وربيع...
وخريف من عبق الزمن...!
مؤلم جدا سفري فيها...!
ولذيذ حين أشتاق وأحن
هذه الصور القديمة...
أضحكتني وآلمتني معا...!!
ورمتني في أحضان الذكرى
في غبار ذياك الزمن...
في سراب الدهر...
وفي سحر السراب...
ومرابع من طفولتي
في متاهات الدمن...
في البيادر و"المنادر"
لما سافرت إليها مشتاقا
بين ناي ورباب ...
وٱغتراب وحنين وٱشتياق
بين وحشة وشجن...!
وطن وأحفورة...
هذه الصورة وطن...!
سفري في الغموض والغياب
لغيم منسي عانق فيها الضباب...
إن شوقي وحنيني
نابع من صميم القلب
نابع من عمق التراب...
من الأشجار والثرى والقرى...
من رياح هبت أمس للصبا...
وحقول اللوز والعباب
وشموخ السرو في المدى
ذات يوم عند أمس
يال شوقي لزمان حين غاب
ونهار ولى و مضى...
عطر قد تهادى من بعيد
من أعماق ذياك الزمن...
نفح من أيام الطفولة والشباب
ذكرى ليوم سعيد...
حلو رغم الفقر والحرمان
رغم ألوان الوهن...
في غبار ذياك الزمان...
من هجير القحط...
ومتاهات النسيان...
من أسطار التين و"الفلل"
وأمانينا البسيطة
ودروب وسبل...!
ونجوم في السماء وغيوم
ووقوف على الطلل...
وأحلام في "الحويطة' "الحجير"
"ڨحف" للكلاب و دجاج وصياح...
"كيم" و"ڨريشة" "ومراح"...
وأمان...وسكون ورياح...
وثغاء في جنح الليالي
ونباح ومواء وطنين...!
عبق الحلفاء في الفراش و الحصير
قادم من تلك السفوح
حين يداعبها "الجبالي"
وحكايات مخيفة...وأليفة ...!
وطريفة زينت سمر الليالي
أدفأت حضن الحصير...!
تشكي للكهوف والسفوح
حكايات الفناء والأمل...
وأنين وحنين ورياح وبراح
خالي البال صبي أنا...
مقبل بالنشوى لأنوار الصباح
في دروب ريعان الطفولة
والصبى وليالينا الملاح
حين تسألني ساعتها أقول:
ولدت وسموني: سمير ...
لا زلت فتيا فتحت كالزهر
خالي البال قرير ...
لم تأخذني متاهات العمر...
كنت أعرف من أنا...
وكانت تعرفني المرايا
والدروب والثنايا
والقرى كانت مداد...
ودروب للقرى...
في مواسم الجني والحصاد
وأحن ثم أسهر ...!
أتحسس عضلات صدري و ذراعي ...
فرح قد بدأت أكبر ...!
في ٱخضرار للمراعي حين تزهر
حين كان يأتينا الربيع
خلف أصواف القطيع...
كالغزال لم تسعني هاذي الديار
ولا النوادي ولا الدروب
مسافر كالطير فيه ٱعتمالات الغروب
سابح حين يشتد الهجير
في المواجل و الغدير...
راكض ملء خطوي كالفراش
فرح حين تبلل شعري...
مشطه كان "كرداش"...
فرح بالشعر الجديد ...
"زغب" في لحيتي و الشوارب
لم تسعني الربى ولا تلك المضارب
كبرت حين نمت وهلة من نوم
وٱستيقظت...!!!؟؟؟
كأني نمت بعض يوم...!!!؟
ووجدت أن العمر سريعا مضى
وندمت أنني ٱستعلجت العمر
حينما العمر ٱنقضى...!!
و دخل سريعا طيات الزمن...
مضحكة جدا هذه الصورة ...!
لكنها إستفزتني...!
وجعلتني أشتاق جدا وأحن...!
-سميربن التبريزي الحفصاوي 🇹🇳
((بقلمي))✍️✏️

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق