الشيب
قالت لي غزاك الشيب
وصوتها جَهَرا
والتَجَعد في مُحيّاك ظاهرٌ
وقد كَثُرا
عَبَثَت الأيامُ في نَبضُك
وأتلَفهُ الحنين
وقَلبُكَ فاضَ شوقا
لماضي ماتَ نَحرا
أمسى كل ماضيكَ
في الخيال سرابا
وحتى تَفاصيلهُ تاهت
بحضن الذكرى
وكأنهُ لم يمرَ عليك
نَبضُ الشباب يوما
كحلمٌ باتَ بِلَيلِكَ
وتتطاير بالهواء ونُثِرا
سنين عمركَ قُضيت
بالأحزان والعذاب
وكَبلتكَ الآلام عُنوة
وحالَ بالنفس قَهرا
قلتُ لها بياض الشيب
يزيدني جمالا
مع كل ماذَكَرتِ
لا ولا ينهي للمرء عُمرا
ملامحي عنوانَ عشقي
وقصيدة أشواق
أغزلها وأكتبها كما أشاء
أبياتا أو نَثرا
وحروفي مُغلفة حنينا
في كل كلماتي
رغم بَوحُكِ بتفاصيلي
لم يكن به عِبرا
وإن كُنتُ كما تَدعين
فلا ملامة عَلَيكِ
لاتعلمين أن الأمل
يسري بعروقي نَهرا
أحب الحياة والحياة تحبني
نحيا معا
أعشق وفؤادي
لن يكون لليأس أسرى
وهذا أنا وهذه أحلامي
مازالت باقية
لن تغادر
فصبرا أيتها المرأة علي صبرا
إني أحمل بين أضلعي
قلبٌ فتي يراهق
تمهلي عزيزتي
ولا تأخذكِ المظاهر قَسرا
الكاتب
حسين عطاالله حيدر
سورية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق