الجمعة، 12 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان {{همسُ الليل}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{الطاهر مزاته}}


همسُ الليل__________________
في العتمة،أحرقتُ دفاتري
تناثرت الحروف
مثل أنفاسِ العشّاق
خفتُ أن يختنق الليل
بدخان الجريمة
فناديْتُ،عفْوكَ أيها النجيُّ
ماكنتُ أودُّ
أن تتطيّبَ بدخان الحريق

ضحك وقال:
ماذا تُساوي الهباءة
في زخمِ الأكوانْ
والدمعةُ الحرّى
لا تُغرقُ الصديق
فأنا كنفُُ لملايين الاَهات
تصدُر عن ضحايا الحروبْ،
والجوعى يئنّون بأصوات خرساء
لايسمعها إلا الصدى
لولاي،لما كانت قصصُ العشق
لا ليلى ولا عبلة ولا العفراء،
ومابكت صخرا أختُه الخنساء،
وماسرى عاشق يتوسّل قبلةََ
في غفلةٍ من عيون الرّقيب،
وماكانت فتوحات
وجيوش جرٌارة
تخوضُ المستحيل
ماكان حصان طروادة
ليمتلئ بالجنود،
ومانوّمت شهر زاد وحشها
بمعسول النشيدْ

ياليلُ،هل ستضيعُ الحروف
في غمرةِ الأبدْ
هل ستكافئني بالعقوق؟
ابتسم وقال: الحروفُ لا تموت
مثل باقي الكائنات
هل رأيتَ نعشا يَحْملُ الكلمات،
أو مأتما تُسجّى فيه الحياة،
وهل يتّسعُ قبرُُ
لحريق السؤالْ؟

إنّ الحروفَ،تسكنُ في زوايا القلب
في عُلبِ السجائر
في عنابر السجون
في دمعة الفقراء
في صراخ الثكالى،
وزفرة المهموم،يتنفّسُ الصعداء
في الأثير تَمرُّ دون تفتيشْ
في السرد والحكايا تتداولها الألسن

مِنْ سحابة الدخان
تشكّل حرفان
تاَلفا وتجانسا
قلْبا
امتلك نصف جمال العالم
قال الليلُ وقد نزع الحزْنَ
لمن تُهدي هذا القلب؟
قلتُ:
للحُلمِ،يتسكّعُ على أبواب المدينة
لشابٍّ يشُمُّ"الخلاص"قهرا
لأرملةٍ تسْتغيثُ،
لم يدعْها السكارى وشأنها
للمتسكّعين على عتبة النسيان،
يأملون خبزا ونبيذْ
للوطن ينتظر عدلا
يلفُّ به جنٍبيْه المقروريْن
لجنّيةٍ عاشقة،تضغطُ نهدها الظماَن
لقلبي أتْرعتْهُ الهواجس
بدأ يشيخ.

الطاهر مزاته/تونس

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق