. لا وقتَ للبكاء
✒️ أ. محمد الصغير الجلالي
غزّة
كم مرّةٍ يجب أن تموتي
ليَتعلّم العالمُ
أبجدية الإنسان؟
كم جثّةً
تحتاج اللغة
لتفهم أن الصمت
أقسى من القتل؟
أسمع طفلاً
يسأل أمّه:
"هل سيعود أبي؟"
فتحني رأسها على قلبها،
وتتكسر الحقيقة بين ضلوعها
حتى لا تقع كالصاعقة
على رأسه،
كسقوط مبنى آخر
لم يجد وقتًا ليودّع أحدًا.
البيوت
تهوي،
لكن الأصوات
تبقى معلّقة
كالدعاء المرتعش
لا يعرف إلى أيّ سماءٍ
يجرّحه الصعود.
وفي الشوارع،
يمشي الناجون
على أجساد الذين لم ينجوا،
لأن الموت
احتلّ المكان كله،
ولم يترك لهم
سوى خطوةٍ واحدة
يختبرون بها
أن أرواحهم
لم تنسحب بعد.
يا الله…
كيف
يكفكف رجلٌ دمعه
حين يرى نصفَ ابنه
ونصفَ لعبته
تحت
الدبّابة؟
أيّ عصر هذا؟
الأمّ
تفتّش عن طفلها
بين أكياس الموتى،
وترفع الأغطية
بيدين ترتجفان،
ثم تعتذر
إن وجدت وجهاً
ليس وجهه.
الأمّ
تعتذر…
وليس على الأرض
قاتلٌ واحد
يعتذر.
يا غزّة…
أيّ قلبٍ
يتّسع لهذا الجمر؟
أيّ شعرٍ
يجرؤ على الوقوف
أمام دمعةٍ
لم تجد خدًّا
تسقط عليه؟
تونس — 2025/11/29

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق