الجمعة، 30 أكتوبر 2020

قصيدة تحت عنوان {{يا شام أنت آخر العذارى}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ {{عيسى ابو سرور}}


 

يا شام أنت آخر العذارى فغلِّقي الأبواب

النصر يبدأ سنابك خيلك تجوب الأفاق

منك سرجنا خيول الفتح بخيرة الفرسان

فوق روابيك سطر قصص المجد الشعراء

ما زالت سهولك مضمخة تحفظ الأكفان 

خالد وعمار وصلاح الدين وخامس الخلفاء

تاريخك يفوح شذى عبيره من كنائس وقباب

النقاء في بردى والفرات يروي الكماة وينساب

الصدق تاج على ألسنة سيوف الأباة يضاء

ما أجمل الشعر إذا ما قيل بشمس الأوطان

لا تشدو بلابله إلا في جميلة الحسان

يا شام أنت الحب والباقي تفاصيل وأشجان

في جمالك ذاب الأعداء قبل الأهل والخلان

ما عاش من لم يكن له في أفيائها مكان

هي الدنيا وكل مغانيها تسلب الألباب

يا شام يا نبض العروبة حولك تدور اللغات

أنت الكون اذا تنادت الأنساب والأحقاب 

أنت الحاضر والحضور على موائد الأحباب 

كل ما فيك يكتب عما فيك قصائد عجاب 

قلمي ينبض والمداد أنهار من ذهب ينساب

حجارة وتراب وماض يذكّر كل حين بالأمجاد 

محافل وقصائد تتغنى بالسادة الشهداء

لا الحزن ينسينا مأثر الآباء النجباء

ولا التدمير يمحو آثار أقلام الأجداد

قد حفرنا الشعر بالحجارة رغم الإرهاب 

فلا كل التراب مسك وعنبر وكتاب

ولا كل الأصابع تجيد رسم الإياب 

قد صنعنا الخبز في أرض لها جياد

ما همنا قصف وحرب فالدم جواب

نسير خلف حلم من أضاؤوا القباب 

أَعْلاج شربوا على أوطاننا أكواب 

جعلوا منا قبائل من غير آداب 

جعلوا منا الكبريت وفأس الحطّاب

أحرقونا فكان أول الضحايا الكتاب

نسلونا من تاريخنا فبدونا له أغراب 

هزموا الإعراب فصار للعجمة أنياب

يا سادة الشام ليس للعدا إلا العقاب 

أرادوا لك كيدا فكان لجندك الجواب

ما عرفوا أن فيك أسدًا لا تخشى الكلاب 

يقظة العينين واليد يد لعنة عليهم وعقاب

تحرس الشام ليرتاح فوق ثراها الأطياب 

في حبها يتنافسون ويسنّون الحراب

يطيب لهم الموت ولا تدنسها الدواب

هم الأشراف والبقية في حكم السراب

كل المدن شاخت وانت لا زلت شباب 

كأنما ما مر عليك ألف محرقة وخراب 

يانعة يستظل فيك كل من إليك أناب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق