الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

قصيدة تحت عنوان{{شقاء}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


شقاء

 مضى الوقت
وقطار العمر لاينتظر 
  شابت أحلامي 
 ضاعت أغلب أيامي
 وآن الآوان أن أنزل
 في أول محطة
 يصل إليها قطاري
 انتهى مشوار حياتي 
وبدأت القراءة
 في آخر صفحة
من صفحات قصتي المثيرة
مع هذه الدنيا
 الفانية الحقيرة
 كنت ومازلت
  أنتظر لحظة فرح 
كما وأني أنتظر هطول 
المطر في فصل آب 
عصافير سعادتي هجرتني
وماعادت تغرد في صباحاتي
قهوتي التي أرتشفها 
في مساءاتي 
 نفرت مني ولم تعد تريد
 أن تواسيني
 فقد مللت كثرة أشجاني 
وأنا بدوري
 لم أعد أتلذذ بطعمها
ولم تعد تغريني رائحتها 
 كما السابق
حتى شمس النهار
 وهي مشرقة لا أراها
 في السماء
 وقوس قزح اختفى
 لم يعد يفرح ناظري
ظلام دامس
 يخيم على كل أنحائي
 وحيدا ألملم ماتبقى مني
 وبصمت قاتل مريب
 على مهل أخيط جراحاتي
كم هو مؤلم
 عندما ينثر الملح
 فوق الجراح 
أنا نثرته وكتمت آلامي 
آهٍ وألف آهٍ ماأشقاني
يئن قلبي ويصرخ   
 أسمع هتافاته خيبات
 من الذين حولي
  ومن الذين هجروني
وعبثوا بمشاعري
 دون سبب  
كأن جسدي بلا روح
 كأني بلا مشاعر 
 ولا أحاسيس
خلقت من جماد
  أثقال على كتفي
 أحملها وأكابر 
أحاول المسير
لا جدوى أجدني مكاني
آهاتي تقف في صدري حائرة
يحرقني لهيبها ومع هذا
تأبى الخروج
 كي تنخر في عظامي
 بداخلي بركان ثائر من الهم
 ومن دون ملل
 يقتاد من أجزائي
لا أستطيع البوح
 يستبد الكتمان
 ويتعلثم الكلام في لساني 
أبكي كي أخفف عن نفسي
 بعضا من معاناتي
لا بكاء ينقذني
 ولا تظهر الدموع في عيني
 وقد جفت في مقلتي دموعي  
 أصرخ بعد كل هذا العذاب 
 لا أحد يسمع صوتي  
 قد انهارت أعصابي
 وقلت حيلتي
 أجهزت علي أحزاني
وتحملت من الصفعات
 ماتحملت 
وفي نهاية المطاف
يأتي القدر
 وبقسوة تتوالى منه 
صفعات الخذلان 
 أتلقاها بغير إرادتي وأصمت 
أبحث في الأشياء المبعثرة
 عن روح ماتت
 فلا أجد منها
إلا بقايا جسد
انتهيت وتاهت الأفكار
 ضعت كما ضاعت الأيام
وسوف أنزل 
في أول محطة
 يصل إليها قطاري

       الشاعر
 حسين عطاالله حيدر  
            ١٢/١١/٢٠٢٠

            سورية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق