الخميس، 14 يناير 2021

ج (الثالث) من قصة {{النار}} بقلم الكاتب القاصّ العماني القدير الأستاذ{{تيسيرمغاصبه}}


 قصة مسلسلة بقلمي 

"النار"
الجزء الثالث 
----------------------------------------------------------
"خريف ٢٠٢٠"

في تلك القوقعة الصغيرة من العالم والتي تأخذ 
شكل المسدس في الخارطة ولدت..ولم أشم بانفي
سوى رائحة الحريق ..لماذا لم يتخذ الشكل الجغرافي شكل وردة مثلا ..أو هلال ،

في العربة المتجهة إلى عمان كان ابو احمد صامتا
طوال الطريق الطويل الممتد من القرية إلى العاصمة التي لا تختلف سوى بالبناء والشوارع 
والمحال التجارية..لكن العقول هي ..هي ..لااختلاف ابدا ،

لقد نزفت جميع جروحه..بل وإلتهبت أيضا..ليت 
الزمان يعود لينال ذلك المخلوق نفس الضربة 
التي تلقاها ذلك الخنزير ليذوق طعم الألم ..ليتني 
كبرت قبل وفاته حينها سيعرف المعنى الحقيقي
للعقوق،

كثيرا مايردد عبارته (ان الله لم يترك شيئا إلا 
وأبتلاني به ..أب قاس..مريض ..متخلف..أم 
متخاذلة..منافقة..إخوة متآمرون .. لم أعيش طفولتي..بل ولم 
أرزق باولاد للان بالرغم من مرور تلك السنوات 
الطويلة على الزواج ..ووفائي لزوجتي الصالحة
يمنعني من الأتيات بزوجة أخرى لأجل الانجاب)

"ربيع١٩٧٨'

أن شتيمة(لعنة الله على أبوكم) لم يكن محمد 
يعني بها شيئا قبل سنوات لكن الان فهو يعني
بها ..ولم يستطيع التخلي عنها فهي غير إنها 
(فشة غل ) فقد أصبحت عادة عنده أو لفظ
لايمكن التخلي عنه أو تفييره لأنه لم يجد من 
يحبه ليعلمه الخلق الحسن، 

غير ذلك أن امه قد اعتادت على تلك الشتيمة 
في حالات الفزع الشديد ..أو السقوط..لكن الأب 
الحاقد اعتبر ذلك ذريعة ومبررا ليدفع محمد 
وهو الولد الرابع في ترتيب إخوته وأخواته 
العشرة الثمن لكل شيء ؛فكان محمد 
العصبي المزاج يزداد حقدا يوما بيوم وتزداد 
الفاظه بذاءة، 

وكلما رأى ما يزعجه ينقم على الأسرة باكملها،
بل على العالم كله ..خصوصا عندما يره وجه
أمه الملطخ بالدم وأثر الصفعات ظاهرة عليه .

*    *    *    *    *     *     *     *     *     *     *

يمتد الفراش جنيا إلى جنب وحسب العمر فيكون
الأب أولا وإلى جانبه الابن الأكبر وبقية الأولاد 
والبنات وتكون الام في أخر الصف ،
يستلقي الأب وبيده عكازة المعقوفة ويأمر الأولاد
بالنوم وفيما لو تأخروا في الاستجابة كانوا يأخذون علقة ساخنة وطبعا النصيب الأكبر لمحمد
حتى لو كان نائما ولا يعلم شيئا، 

يطفىء فانوس الكاز..يخيم الظلام الحالك..ومتى
ماظن الأب أن الجميع نيام يمد عصاة من فوقهم
لتتجاوز جميع الاجساد ليلكز بها أمهم لتفيق ثم
تحبو على ركبتيها لتندس في فراشه لتمنحه 
لحظات اللذة ...إنها السلطة ..الدكتاتورية التي
كانت تبدأ من الأسر الصغيرة ؛ في النهار يصفعها 
ويركلها ويلكمها، وفي المساء يلعق دمها،

يوما ما اعتقد الأب أن الجميع نيام فمد عصاه 
كالعادة من فوقهم ويعتقد أن العصا قد وصلت 
إلى أمهم فكانت العصا حين تأتي بانف محمد 
الطويل او بأذنه او تكاد تصيب عينيه لو لم يحميها 
بكفيه..فتأتي بفمه..فيشعر بالغيض..يقترب من 
اخوه الذي يصغره ويهمس له:
- لو سمحت أن تمد يدك وتوقظ تلك اللبوة الشبقة
لذاك الفاجر قبل أن افقد أحدى عيناي؟

"خريف ٢٠٢٠"

بعد زن وزن طويل على أذن ابو احمد من قبل 
زوجته أن يزوروا معا الطبيب عسى ولعل أن 
يكرمهم الله بولد..أخيرا وافق وبعد تردد وليته 
لم يذهب ..فكانت نتيجة الفحوصات أن ابو احمد
لن يرى احمد ابدا ...لن يتمكن من الانجاب لأنه
عقيم.

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه
14-1-2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق