عشرةُ أعوامٍ من الانتظار
عشرةُ أعوامٍ :
عشرةُ أعوامٍ يا سادتي
وأنا أقفُ على أعتابِ الظلمِ
المسمى في عصر الزيفِ عدالة.
عشرةُ أعوامٍ مضَتْ على عبادة الأزلامِ
والقلبُ مدمى،
والجفنُ مسهّدٌ،
يرجو اللهَ
يتضرعُ من ظلمِ الأنام.
عشرةُ أعوامٍ:
عشرةُ أعوامٍ – يا سادتي
وأنا في محرابِ الزيف،
طالبةً منه الاعتراف
بأنني أنا...أنا.
وأن التربةَ – يا سادتي هي تربتي.
وأن الدمَ في عروقي.
غير مسروق،
وغير مطلوبٍ لعدالةِ الظلم.
وأنَّ الدمعَ في عيني قهرٌ،
وليس رغبةً في الانتقام.
عشرةُ أعوام:
عشرةُ أعوامٍ يا سادتي
والدمعُ يُغرقُ وسادتي.
ماتتْ أمي.
شاخَ أبي.
تزوجَ أخي.
تغيرَ لونُ كلِ شيء
وأنا أنتظرُ من السارقِ أمانتي.
عشرةُ أعوام:
عشرةُ أعوام – يا سادتي.
وأنا أنتظرُ ممن يمتلكُ الزيف
أن يمنحني كياني وهويتي.
فقبلَ عشرةِ أعوامٍ،
خرجتُ من بيتي أتوسدُ حقيبتي،
وأحلمُ بالوطن.
أُهدهدهُ في دخيلتي
أمحو عن ملامحهِ الشَجن.
قبلَ عشرةِ أعوامٍ يا سادتي
وقفتُ على الجسرِ
عشرُ ساعاتٍ
حتى خَرّت شجاعتي.
وتمَ ختمي بالآلة كأنني لحمٌ في متجر.
وفتّشَتني مجندةٌ شقراءُ من أرض المجر.
وكأنني في يوم المحشر،
أسألُ :ربي أين المستقرْ؟
والآن – يا سادتي- بعد عشرةٍ أعوامٍ
سُمِحَ لي أن أعودَ مرة أخرى،
أَنْ أعبرَ للضفةِ الأُخرى
لأرى من آياتِ ربي الكبرى.
عدتُ زائرةً،
عدتُ حائرةً،
لا الشوق يغريني ولا اللقاءُ
مرارةَ الانتظار ينسيني.
كانوا هنا،
كانوا هناك،
كأنَّ الزمن وقفَ عندهم
ونحنُ نفوسٌ منكسرة.
عشرُ ساعاتٍ أخرى
بعد عشرةِ أعوامٍ- يا سادتي.
والمجندةُ اختلفتْ في هذهِ المرة،
تبدو سمراءَ وحشية مستنفرة.
وأطفالي هنا يبكون،
وملامحُهم ترفضُ الضيم.
فتراهم يحوِمحون
تارة هناك
و تارة هنا.
وهذه طامةٌ كبرى
تعصفُ اليومَ كالمطرِ من الغيمِ.
عندها وقفتْ،
وعادت إليّ تلك التي منحها الزيف
حقَّ الحكم،
ألقَ الوهم،
وفهمتُ منها أَنْ عليّ أن أعود.
لأن عدالةَ الزيفِ لم تجد نصفي في سجلاتِها.
وبعدَ عشرةٍ أعوام
عشرة أعوام: يا سادتي
أبى الظلمُ
أن أتوسَد الفرح
عندما أعبرُ للضفة الأخرى.
آهٍ يا زمنَ الزيفِ الأرعن:
حرامٌ علينا أرض المسرى،
حلالٌ على غربانِ الأرض
تحومُ فيها وتسعى.
عشرةُ أعوامٍ يا سادتي ،
وعشرُ ساعاتٍ أخرى،
عبرتُ ونصفي هنا
ونصفٌ على الضفة الأخرى.
#بقلمي
#إيمان_مرشظ_محمد_حماد
#فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق