الجمعة، 5 نوفمبر 2021

ج(الاول) من قصة {{صفعة حارة}} بقلم الكاتبة القاصّة السورية القديرة الأستاذة {{لماحسن}}


صفعة حارة 
الجزء الأول 
عند ظهيرة يوم نيساني ربا في طريق العودة من المدرسة توقفت عند شجيرة الآس البرية قطفت غصنا مزهر و صنعت منه إكليلا زينت به ضفائرها الذهبية الفرح والسرور يغزو محياها ووجنتيها الورديتين فاليوم مديرة المدرسة كلفتها بكتابة وتصميم مقال ستقدمه المدرسة إلى مسابقة مهرجان الشبيبة الشهر القادم .
وصلت ربا إلى منزلها ألقت التحية على أمها وأخواتها يرمقنها بنظرات استغراب سريعة ما كل هذا الإنشراح والسرور
 ربا تردد لقد كلفتني إدارة المدرسة بكتابة مقال عن هدف وطموح مستقبلي
الأم مبارك يا ابنتي ماذا تفكرين أن تكتبي ؟
ربا لم أحدد بعد يا أماه لكن أحب الخوض في مجالات تتعلق بالفن والأدب أو المسرح شيئ من هذا القبيل أظن  أن هناك خلف القضبان الحديدية التي تسور نوافذ منزلنا عالم وردي آخر يستحق العناء والبحث 
هناك دروب غير درب مدرستنا المرصوفة بحجارة البساطة والتقاليد تنتظرني كي استكشافها وأعبر من خلالها تقاطع أختها كلامها ممازحة مخاطبة أمها افرحي يا طنط بهيجة ابنتك أول نجمة في قريتنا الهادئة أختها الكبرى وقد تقطبت حواجبها تغمز لربا بالصمت وعدم متابعة حديثها  بعد أن انتبهت لوجود الأب الصامت المستمع للحديث الذي لم يكن ليكتفي بوابل الوشايات التي تنقلها الأم كل آخر ليل عن تحركاتهن وتصرفاتهن كان وما يزال يتعقب خطوات بناته ويسترق السمع لأحاديثهن وشقاوتهن يضع كل تفاصيلهن تحت المجهر ربا تابعت حديثها سأنام قليلا وبعدها أبدأ بكتابة المقال الأب الغاضب اقتحم خلوتهن تحولت يديه الحانيتين إلى راجمة صواريخ عند أول صفعة حارة على خدها الأيمن اغمي عليها من هول قسوته ومباغتته التزم كل من في البيت الصمت خوفا من تطور الحديث إلى اشتباك لا تحمد عقباه في المساء ربا في سريرها تقضم أظافرها من شدة الغضب اقترب الأب منها وقال بحزم خبريني كيفك مع الشهرة والأضواء ربا التي كانت بالكاد تلجم سخطها واستيائها حمم بركانية خرجت من جوفها لكنها سرعان ما انطفأت ودفنت على أطراف لسانها عندما تقاطعت نظراتها مع نظرات والدها الحاسمة  الأب يكرر ماذا تريدين أن تصبحي في المستقبل ردت بصوت متقطع معلمة ياوالدي أجابها أحسنت الله يوفقك ويرزقك كل مافيه خيرا لك يا ابنتي مررت سنوات طويلة ومازال أثر  تلك الصفعة يمر بخيال ربا ابنتها اليوم طالبة مجتهدة لم تجرؤ يوما  أن تسألها عن مشاريعها للمستقبل لسبب لم  تحدد إجابته لكنها استجمعت شجاعتها

يتبع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق