السبت، 19 نوفمبر 2022

قصيدة تحت عنوان{{ارحلي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


ارحلي
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
 ارحَلِي مَتَى شِئتِ لاَيَعنِيني

        لاَيَعنِيني الرحِيل

 لَنْ تَموتَ  الزُّهورُ  دونك  أبدًا

   ولا الرَّبِيعُ  يَومًا  يستَحِيل

     لَنْ تَغِيبَ الشَمسُ بَعدكِ 

ولاَ الشِعرُ سَيغدو بِدونِكِ قَتِيل
   
             أنَا مَنْ

 صَنعتُ  أسطُورتَكِ  الخَالِدة

وسَقَيتُكِ الحُبَّ نَهرُ سَلسَبِيل 

ووضَعتُكِ  تَاجَاً  فَوقَ الرؤوسِ

     وأبَحتُ لَكِ عن المُستَحيل 

     وذَرفتُ دمُوعاً في حُبَكِ

  مَا أرخَصَهَا  وجَعلتُكِ  قِبلَتي

         ومَذهَبي النَبيل

الآنَ تُهدِدينَ بِالرَحِيلِ وشَرعتِ

         طَعنَ المقتول

وتُحَلِلينَ الصَمتَ بَينَنا وتُبيحِينَ

      قَتلَ العصَافير

  وكَأنَّ  كُؤوسَكِ  قَدْ  امتَلأت 

وأمسى هَوَايَا حِملاً عَلَيكِ ثَقِيل

 الآنَ  عَهدِي  قَد وَلَّى  ومَاتَ 

     بيننا  الحُلمُ الجَمِيل
         
أم كَفَرتِ بِصَبرٍ أوصَيتُكِ بِهِ 

وفي صَدرِكِ مَاتَت  التَراتِيل

       لاَ تُهَدِدي وتَذَكَري

   أنَني لاَزِلتُ. مَلِكٌا وإنْ نَالت

    الأيَامُ مِني والزَمنُ العَليل

       لاَ أتَوَسَلُ ولاَ أنحَنِي

   كَيفَ مَنْ عَاشَ سَيدًا  يُصبحُ  

            يَوماً ذَلِيل؟ 

ارحَلِي كمَا شِئتِ واقتُلِي كمَاشِئتِ

      وانزَعِي  مَتى  شِئتِ

فَأنَا لاَ أبكِي عَلَى قَلبٍ ذي بلاَدَةٍ 

     أحمق  وكُلَ مَافيهِ عليل

    إنْ كَانَ لَدَيكِ السَبِيلُ فَلَدَيَّ

          ألفُ  ألفُ سَبيل

    وكَمَا  صَنعتُكِ  بِالأَمسِ غَداً

      سَأصنَعُ  دونك ألفُ بَديل

    أنَا حِينَ  أُخَيَّرُ  بَينَ نَارٍ  ونَارٍ 

    ومَنْ أكرمتُهَا بِحُبي تُريدُني

              يَومًا ذليل

   أثُورُ وأغضَبُ وأهدِمُ المعَابدَ

          وأحَطِمُ القصُور

     وأُحَطِمُ   قَلبي  بِيدِيَّ  قَبلَ 

        أن أراهُ للهوانِ خليل 

   وكُلُّ  مَا ثَمَّنيته أُطِيحُ  بِهِ فَلا 

    عَزِيزٌ لَدي إنْ بِتُّ يَومًا مهدورا

    ولا خَيرَ  لَدَيَّ  فِيمَنْ  يُرِيدُنِي 

             أمَامَهُ ذَليل

  لاَ أسقُط  أمامَ إعصَارٍ ولاأنحَني

   وفي شَرعي الدمع لايسيل

 أبقَى شَامِخًا ذو عِزَةٍ في عِشقي

  وذو  كِبرِيَاءٍ  إن حَانَ  الرَحِيل

  لاَ أنتَحِرُ  فِي  سَبِيلِ  امرأةٍ

     مَهمَا كَانت ولاَ أخطُو 

 كَالأعْمَى  في طَريقٍ  بلا دليل

  كَيفَ تُهَدِدِينْ وأنتِ تَعرِفِين 

أنْي خُضتُ الحُروبَ وأنَا الأضعَفُ 

وأنَا العَاري واجَهتُ أمطَارا وسيول

 وفَتَحتُ  صَدري أمَامَ خَنَاجرِ الدُنيا

           وبِتُّ ألفَ لَيلَةٍ وأنَا

 المَطعُونُ ومُرُ الصَبرِ كَانَ الخَليل

     مَا الذي أخسَرهُ إنْ رحلتِ

    وأنَا  مُنذُ  زَمنٍ  بَعِيدٍ  بِيدِي 

    دَفَنتُ كُلَّ  أحلاَمِ  الطفُولَة 

لأنَكِ حَمقَاءٌ بَلهَاءٌ ذاتَ جَهلٍ عَظِيمٍ

          طَعنتِ مَيتاً

    وانتظَرتِ دَمَهُ أمَامكِ يَسَيل

   ارحَلي مَتى شِئتِ فَلستِ أنتِ 

                آخرُ رِسَالَةٍ

  وأنَا على الأرضِ لَستُ رسولا

  أنتِ تَعصِفِين بِنَفسكِ لَيسَ بي 

 أحمَقٌ مَنْ يُراهِنُ عَلى قَتلِ القَتِيل     

 
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى /

                    / 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق