السبت، 31 ديسمبر 2022

ج(الثاني) من قصة{{رجل تحت جلد إمرأة}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة طويلة

   بعنوان

رجل تحت جلد إمرأة

الجزء الثاني

مع كل خطوة جديدة تخطوها بإتجاه صديق غائبها . تتصبب عرقاً ويرتجف جسدها الممتلء
تسارع نبض قلبها وأنفاسها
بقيت عدة خطوات لتبلغه ؟
رفع رأسه ، شد إنتباهه حركة قدميها المرتبكتان . وعرف من لغة جسدها بأنها مرتبكة وهو من  مقصدها . لم يبقى إلا القليل لتكون أمامه . لكنها غيرت مسارها باللحظات الخيرة لتعبر للرصيف المقابل .
كانت تحدث نفسها ؟
تباً هل فقدت عقلي ؟
ماذا كان سيقول عني لو سألته عن صديقه . مابك ياسميرة هل فقدت عقلك . ما كل هذا الإهتمام برجل لاتربطك فيه اي علاقة ؟
الحمد لله أني تراجعت عن قراري  بالوقت المناسب .
لكنها لم تنم ليلتها ، بدأت بقضم آظافرها ، طيف ذلك الرجل لم يفارقها . أصابها الأرق ، شعرت بثقل ذلك الزائر المظلم . كرهت سكونه ، سحبت ستائر نافذتها بعصبية مفرطة . فتحت النافذة لتتنفس بعمق لأنها شعرت بالإختناق . فتحت جولها لتتصفح ، أغلقته ثم عادت لتفتحه ، ثم اقفلته وكررت هذا الأمر عدة مرات . صرخت بأعلى صوتها الا ينتهي هذا الليل ؟
حملت جوالها مرة أخرى ، كانت بقمة العصبية نظرت إليه ، رمته من نافذتها لحديقة المنزل . دخلت الحمام ، وقفت تحت الدوش لتتطهر من لعنة ذلك الرجل . فتحت الدوش ليمطر جسدها بماء بارد . لم تشعر ببرودة الماء بسبب إرتفاع حرارتها الداخلية .  بعد الإستحمام دخلت سريرها لكنها لم تنشف جسدها وشعرها من الماء بشكل كامل . وعند الصباح
دخل عليها أكبر اولادها ليطمئن عليها بعد ان وجد جوالها بحديقة المنزل . كانت ترتجف وتهذي بكلمات لم يفهم منها شيء . وضع يده على جبينها المتعرق . حرارتها مرتفعة وترتجف بشدة وغارقة بعرقها . هي مصابة بالحمى . إتصل بعمه أحمد لييم نقلها للمشفى . كانت تعاني من نزلة برد . بعد أربعة أيام تحسنت حالتها الصحية . لكن حالتها النفسية لم تكن على مايرام . في اليوم السابع دخلت المطبخ لتعد وجبة الإفطار لأولادها . دخل إبنها الكبير سنان ، قبلها من رأسها ثم جلس بقربها . أمي كيف أصبحت
أنا بخير لاتقلق يابني . أمي أشعر بأنك مزعوجة من شيء ما ، هل لا أخبرتني بما يتعبك ؟
أجابته بعصبية ؟
قلت لك ليس هناك مايزعجني ، الا تفهم ؟
نهضت من مكانها قبل ان تكمل فنجانه لتدخل غرفتها وتغلق بابها بقوة .
في اليوم الثامن خرجت من بيتها للتسوق . مرت من أمام المقهى الكرسي فارغ . مر شهر وذلك الغائب لم يظهر . عادت لبيتها . وجمجمتها مزدحمة بالأسئلة . دخلت بمتاهة كبيرة لا مخرج منها . تغير سلوكها ، لاحظ الجميع ذلك التغير . لكن لا احد يجرئ على فتح فمه معها . كانت إمرأة حديدة . ومكانتها كبيرة جداً عند أولادها . هي الأم والأب وكل المسميات لهم . إستعانت إبنتها نسرين بأقرب صديقة لها . شذى لتساعدهم على فهم سبب ماطرئ على سلوك والدتهم . وإن عرفت السبب طلبت منها ان تساعدها على الخروج من هذه الحالة التي باتت تؤرقهم . هم خائفون عليها
رحبت شذى بذلك و وعدتهم بمساعدة والدتهم .إتصلت بسميرة عبر الجوال بوالدتهم .
عزيزتي لو سمحت أود ان تذهبي معي اليوم بجولة لسوق المدينة الكبير لأجهز إبنتي ، زوجها بات قريب جداً ، وأريد منك ان تساعدتي بإختيار الملابس . وبعد ذلك سنتناول العشاء ونجلس بذلك الكافيه الذي كان مقر لنا أيام الدراسة لنستعيد بعض من ذكرياتنا الجملية التي أحن إليها .
سميرة رحبت بالأمر . بالفعل ذهبا معاً للسوق الكبير . لم تشتري شذى اي شيء . لكنها حددت ما تم إختياره . بعد طول تجوال شعرت
شذى  بالتعب والجوع . عزيزتي حان موعد تناول العشاء لم أعد أحتمل . كان بالقرب من السوق الكبير مطعم فخم جداً من فئة الخمس نجوم . إعترضت سميرة على تناول العشاء فيه لأن أسعاره مرتفعة جداً . لكن شذى أصرت على تناول العشاء فيه . لم تتمكن سميرة من إقناع صديقتها بالعدول عن قرارها ، وامام عناد شذى رضخت سميرة لرغبتها
دخلت شذى أولاً ، لأن حذاء سميرة علقت فيه ورقة كان ملتصق فيها علكة . بعد ان أزالت الورقة والعلكة دخلت من باب المطعم ، فكانت الصدمة ؟

                      يتبع

                              الكاتب

                       جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق