استوحشت منكِ الحروفَ محبتي
فيكِ يكابدُ زخرُها خوضُ الألم
يعتري في بثها منكِ الجوى
فلم يأتِ منكِ للصدى كلمة نعم
وترجو ما منكِ يُكللُ فيضها
في دروبٍ بات يَرسمُها الوهم
تاهت بأفاقِ الخيالِ مشاعري
تستوثقُ الأمالَ يُرهقها القسم
مستوحشٌ ذاك السبيلُ بوكرها
فلا عزاءٌ في الهوى دون الهمم
ولا بلوغٌ يرتقي فيه الخَذول
شاهقاً يبغي بهِ وجهَ القمم
محذورُ يقلقهُ التأني خائفاً
من كان في خوض الظنون مُتهم
تموتُ احلامٌ بها شهقَ الوفاء
ويضيعُ منها اللحنُ ينعاهُ النغم
يُقلقُ مضاجعَها الحنينُ مودتي
يكابرُ فيها الشوقُ مشكولُ الذمم
وتفيضُ زفراتُ الهوى بمناقبي
حرى فأنَ الوجدَ فيها مُحتدَم
يُغري بخوضي في مناكِ توثقي
ما كلُ من خاض الغرام قد انهزم
ولا كلُ من كشرَ ناباً للهوى
فاضَ من املِ المودةِ وابتسم
على ضفافٍ من شواطئِ للمنى
ترقدُ لنا أجسادُ علمها الوشم
وتهتكت منا الصواري بعزمها
مشلولُ ما منها تبارى واعتزم
ياليت من ابدى لنا الرأيَ أنبرى
مقبولُ منهُ ما يخطُ لنا القلم
عبد الكناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق