لا أحد يسمع مايقوله قلبك ، ولا أحد يسمع الحقيقة في عقبات الحياة ، ومعاركها الكاذبة ؛ وبعد سنوات ، سيمر شريط الذكريات أمامك ، وأنت حزين والندم لن يترك لا قدرك و لا ملاحقتك ، وجمرة حبك لن تستسلم ، ولن تنزلق في المياه الباردة ، وتلك اللحظة لن تعاش مرة ثانية .
سترى ، أنه لايوجد مكان تذهب إليه ، ولا باب تدقه ، وستفهم ، عندما تبقى لوحدك في هذه الدنيا ، و ستجد أن لديك كلاما كثيرا تريد أن تقوله ، لكن لا أحد يسمع أو يصدق ؛ في النهاية ، ستقول : " تعبت من أن أحب لوحدي ، أيتها الدنيا الكاذبة "
ألقت عليه تلك الكلمات ووجهت له نظرات تنطوي على حسرة ووجع وندم على كل ذلك الوقت الذي أضاعته سدى .... ثم ذهبت مسرعة لا تلوي على شيء ....
رحلت سعاد رحلة بلا إياب ، رحلت وتركته يتخبط في أفكاره ، يعيد كل حرف نطقته قبل الرحيل .. أحبته بكل ماتملك من قوة ، حبا جنونيا ، واعطته كل ما تملك ماديا ومعنويا ، وهبته الروح وهى أغلى من الروح ، لكن أحمد لم يكن وفيا لها واستغل طيبة قلبها وجمال روحها وربما سذاجتها إن صح التعبير فخان العهد وتنكر للود ونسي الحب والعشق وتلك الليالي الجميلة والسهرات الحلوة والسفرات الممتعة، نسي كل ما قدمته له وبعد ما أخذ قراره بمفرده ، جاءها ليلقي عليها تحية الوداع ، دون تفسير ولا توضيح ولا سابق إنذار فقط ألقى تليها السلام ثم قال : " أستودعك الله ، أنا راحل ورحلتي ستطول وربما لن أعود ... يعني رحلة بلا إياب ، انتبهي لنفسك ، وداعا "
لم تصدق ما قاله ولم تستوعب كلامه باديء الأمر وأحست بضيق في التنفس وشعرت بشبه غيبوبة ، ثم سرعان ما عادت لرشدها واستعادت صلابتها وألقت تلك الكلمات وغادرت ...
دفنت سعاد أحمد في أعماقها كما يدفن الميت بالقبر ، واستمرت بحياتها كما لم تعرفه قط !
رفيعة الخزناجي /تونس
#هلوساتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق