الثلاثاء، 25 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{ضجيج الصدى}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{ عائشة ساكري}}


**ضجيج الصدى**

في عزّ نومي،
تُوقظني هبّة نسيمٍ عابر،
أبصرتُ تحت الرّماد
وميضَ نارٍ يوشكُ
أن يكون له ضِرامُ...

سُرِقتْ مني ذكرياتي،
فكيف لي أن أحمل سهاد
خيباتي الضاربة وأعود؟

أنا حين تأخذني الأشواقُ
لذاك الصوت المختبئ منذ الأزل
بين نبضي ووريدي،
أوقِد ضجيج الصدى
خلف مسافات الغياب،
ليصبح الكونُ صوتًا
أبحثُ فيه عن وطني،
عن أشيائي المتناثرة،
عن سراب أحلامي،
عن أمانٍ أخذها مني الزمن...

كلما اقتربتُ من تلك
الوجوه المتشابهة،
ومن ذاك الظلِّ المتخفّي،
يراودني ضيمُ الفقد،
يؤسرني، يحتويني،
فكل الليالي بدون طيفهم عابرة،
إلا هذه الليلة القاتمة،
التي أثارت لهفتي وجنوني،
ألمٌ ثقيلٌ جثا على صدري،
ونار الحنين تنهش بقايا أحزاني...

يا لوجع السنين،
كم من ظلٍّ عابرٍ سرق الدروبَ من قدمي،
وكم من حلمٍ تهاوى
بين أضلعِ الوقتِ ووهجِ الانتظار...
لكنني رغم التيهِ والضياع،
لا أزالُ أبحثُ في أصداء صوتي
عن صدى يشبهني...
عن نبضٍ يعيدني إليَّ من جديد.

الشاعرة عائشة ساكري - تونس 🇹🇳

25 فيفري 2025 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق