الثلاثاء، 18 مارس 2025

نص نثري تحت عنوان{{وتبقى لجولة الحروف نكهتها}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{أمان سعيد بنعبد الرحمان}}


.. وتبقى لجولة الحروف نكهتها

هذه الحروف
تأبى إلا استدراجي 
لأزمنتها المختلفة النائية
لا أعلم - حقيقة -
وقت السفر عبر رموزها
فقط أدع سبابتي اليمنى 
تروح و تجيء في بحثها الدؤوب 
يمنة و يسرة
كأنما تبحث عن منفذ 
على لوحة مفاتيح هاتفي الجوال .
هي بكل بساطة 
تكتب شيئا (اقصد سبابتي)
لم أجد أي منفذ 
على اللوحة العجيبة
سوى بعض رموز ظننتها
تساعدني عبثا أحاول
لعلي أفشل حيث نجح الآخرون 
فالنجاح و الفشل  واردان
من أين إذن نفذ 
كل أولائك الذين 
كتبت نفس الحروف أمامي أسماءهم 
على صفحات التاريخ 
بماء من ذهب
وكيف استطاع الجميع
الوصول و عدم الوصول 
في كل وقت في المكان 
و في غير الزمان  زمان
بنفس الحروف
كيف استطاعت الحروف السحر 
و لم يستطع السحر الحروف ؟
إنها تقول كل شيء 
و لا تقول أي شيء ،  
إنها الحروف
تلبس حلة الصفوة  و هشاشة العامة
إنها الحروف
ترسم طريق السعادة مستقيما
و تحفر الوعر في قصص التعاسة 
إنها نفس الحروف.
هي الأشكال طيعة 
ترتبها لنيل مآربك 
بنفس الحروف 
قد تكتب أجوبة أخرى
و هي التي تخونني كعادتها 
في كل مرة فيتشتت المعنى
و أنسى بحروف النسيان
أين انتقلت بسبابتي 
ساعة عزمت على السفر.
و تبقى لجولة الحروف نكهتها..

من مكناسة الزيتون بالمغرب 

أمان سعيد بنعبد الرحمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق