الأربعاء، 16 أبريل 2025

نص نثري تحت عنوان{{كُلُّهُ كَانَ سَرَابٌ}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


_ كُلُّهُ كَانَ سَرَابٌ

كُلَّمَا خَبَّأْتُ أَحْزَانِي
تَلِدُّ مِنْ رَحِمِهَا أَوْجَاعِي
يُحَاصِرُنِي الصَّمْتُ الرَّهِيبُ
وَيَسْرَقُ مِنْ قَلْبِي
لَهْفَةُ الشَّوْقِ وَ يُبَعْثِرُنِي
الْحَنِينُ...... !
تُصَاحِبُنِي الرِّيحُ كُلَّ اللَّيَالِي
تَرَانِي مُنْهَكٌ أَبْحَثُ عَنْ
لَحْظَةٌ لِكَيْ أَسْتَرِيحَ.... !
أَدَسُّ دَاخِلِي... صُرَاخٌ
وَجَعِي وَأَحْمِلُ حَقَائِبَ
اَلرَّحِيلُ الْاخِيرُ....... !
تَجْتَاحُ حُقُولِي الْوَحْشَةَ . .
يُرَاوِدُنِي شَكٌّ رَهِيبٌ....!؟ 
أَضَعْنَا الْعُمْرَ فِي حُلْمٍ
لَمْ يَجِئْ وَحُزْنٌ يُغَطِّي الْوَطَنَ
وَحَيَاةٌ تَغَظُّ فِي سُبَاتٍ 
عَمِيقٍ.... !
تِلْكَ الْبُقْعَةُ الِي يُسَمُّوهَا 
الْوَطَنَ لَمْ تَعُدْ تَحْتَوِينِي...!
لَا قُوَّةَ لِي كَيْ أَبْقَى... 
اُعَارِكْ دَوَّامَةَ الْحَيَاةِ وَهِيَ
تَسْرَّقُ مِنِّي كُلَّ أَحْلَامِي 
الْقَدِيمَةِ
وَاحِلَامِي الْفَتِيَّةُ.....؟
تَشَتَتُ مَابَقَى مِنْ الْعُمْرِ
بِهَشَاشَةٍ وَتَنْصِبُ حَوَاجِزَ
الْمُسْتَحِيلُ....!! 
لَصَمَتْ أَنْيَابٌ لَا يَعْرِفُهَا
إِلَّا مِنْ صَاحِبَتْ
حَيَاتُهُ الطَّعَنَاتِ وَصَاحَبَتْ
جَفُونَهُ اَلدَّمَعَاتُ... 
كَيْفَ أَمْرٌ مِنْ الْمُسْتَحِيلِ
كَيْ أَعِيشُ الْحَيَاةَ.... ؟
لَا رَغْبَةَ لِي فِي الْحَيَاةِ حِينَ
تَكْثَّرُ بِهَا الطَّعَنَاتُ.... 
الْجِسْرُ الَّذِي كُنْتُ اعْبُرُهُ
مَاعَادٌ يَحْمِلُنِي....؟
تَكَثَّرَتْ بِهِ سُيُوفُ الْجِرَاحِ
يُحْسِبُ خُطُوَاتِي
يَمْتَصُّ دَمِي...!!
الْحُزْنُ يَقْضِمُ بِأَنِيبِهِ أَصَابِعَ
اَلْحَيَاةُ... يَنْهَشُ سَكِينَتِي
يَسْلُبُ مِنِّي أَحْلَامِي الْفَتِيَّةُ
كَيْ أَعِيشُ الْحَيَاةَ  !! 

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق