الأحد، 22 يونيو 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

  سلسلة قصصية 
         بقلم :
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
       الزائرة
         -٢-
   
   
وعندما إقتربت مني إنبعثت رائحتها العطرة التي قد تكون طبيعية أو هي من عطور جديدة مبتكرة ،لقد كانت مزيج من الرائحة الأنثوية ورائحة لوازم  الأطفال.
فكانت مركزة جدا كما وأنها صنعت للإثارة. تركت جميع  المقاعد   المحيطة بي وإختارت الجلوس إلى جانبي.. ملاصقة بي، فأنتثرت بعض نجومها المتلألئة التي كانت تزين شعرها،تناثرت حولي لتلتصق بثيابي فتشعرني بشعور غريب.
هو اقوى بكثير من شعور الحب والهيام.بل جاوز حتى الرغبة  الحميميةبكثير.
قلت مستعينا بذلك الحافز الذي قدمته لي :
-أهلا بك أيتها الجميلة ..سعدت بصحبتك؟
-لماذا تجلس وحدك؟
-أنا هكذا افضل الجلوس وحدي ياعزيزتي.
فقالت وهي تنهض:
-حسنا فهمت ..إذن أسمح لي بالمغادرة ؟
قلت محاول أصلاح ماأفسدته وأنا أوبخ نفسي في سري "ماذا فعلت أيها السطحي":
-لم أقصد ذلك ياعزيزتي ؟
-إذن ماذا كنت تقصد ؟
-أن ماقصدته هو أني أفضل الجلوس وحدي في حالة.. أني لم أجد فتاة جميلة تجالسني.. كأنت؟
عند ذلك أبتسمت وهي تجلس ثانية وقالت :
-أنا أعلم أن جميع الرجال عندكم يحبون النساء ؟
-الجميلات فقط.
-أعلم وقد يكون ذلك سببا رئيسيا في تأخر التطور والتحضر  عندكم؟
لم أفهم فحوى كلامها لكني قلت :
-جمالك الساحر هو الحضارة ياعزيزتي؟
ابتسمت وقالت:
-سعدت بمعرفتك ياعزيزي خصوصا أنني اعيش في مكان لايوجد فيه رجال أبدا؟
قلت بسعادة وحماس :
-ليتك تصطحبيني معك فأكون الرجل الوحيد عندكم؟
قالت بدهشة واضحة:
-ذلك أمر  مستحيل ياعزيزي؟
-ولماذا ياعزيزتي.
-أن ذلك يعيق العمل والتطور والإنجاز السريع؟
-من أي دولة أنت ياعزيزي؟
-دولة هههههههه أنا من مكان بعيد ..بعيد جدا ياعزيزي؟
-خشيت ألا يسعفني الوقت لأسأل أسئلة كثيرة منها كيف تتم عملية التكاثر عندهم إن كان لا يوجد تزاوج بين الجنسين ،فسألتها :
-كيف حضرت إلى هنا ياعزيزتي..و..ومن أين حضرت؟
-لن تستطيع إستيعاب ما سأوضحه لك.. أن عقولكم ياعزيزي لن تستوعب الأمر ..لكن أنا قدمت بزيارة سريعة وسوف أعود الآن؟
-وهل سنلتقي ثانية.
لاأعتقد؟
-ولماذا ياعزيزتي. 
-لأنهم قد علموا بقدومي إلى الأرض ؟
-الأرض؟!
-نعم ..وسوف أعاقب بسجن طويل الأمد ..و..قد يكون مدى الحياة؟
نهضت من مكانها ومدت يدها مصافحة لكني عاجلتها بضمها إلى صدري  لأختطف  قبلة تذكارية طويلة من شفتيها فأرتعشت بشدة..تمر لحظة من الزمن قبل أن تدفعني إلى الوراء. 
وقالت لي معاتبة لكن بضعف أنثوي مشابه لضعف جميع النساء على الأرض  في لحظات الحب،تغير لم أتوقعه :
-ماذا فعلت بي ..عليك اللعنة؟
في تلك اللحظة تعطلت الحافلة بقدرة عجيبة ؛كانت هي من وراء تعطلها،فتح بابها وقبل أن تستدير للنزول قالت هذه المرة بصوت رقيق :
-عزيزي..إن ..إن تمكنت من الهرب سأعود إليك..لكن ..لاأعتقد أني ...
صمتت وكادت دموعها أن تنهمر ،وبخفة الفراشة تستدير  مسرعة لتنزل من درجات الحافلة الضيقة، ثم تتحرك الحافلة من جديد لمتابعة سيرها. 
ومن بعيد رأيت ذلك الشيء مرة أخرى وهو يرتفع من جديد ويختفي في السماء .
فتأكد لي حينها أن مارأيته قبل ذلك كان حقيقة لاخيال.

                             "إنتهت القصة "
                           وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق