- سهر ومطر -
ليلة في اوائل تشرين تغيرَ الجو تماماً
أمطارٌ غزيرة وبردٌ ينبأ بشتاء قارص
ليلةٌ تحمل برد الإشتياق وصوت الريح كل شيء يذكرها بأسرار مخبأة في رائحة المطر ورائحة إشتعال الحطب في مواقد الشتاء
أسدلَ الليلُ ستائرهُ المبللة على نوافذ غرفتها
التي كانت حباتُ المطر تتناثرُ على زجاجها محدثة أصواتاً رقيقة تاركةً وجه الزجاج كوجه طفلة تبكي
رائحةُ المطر تملئ الأجواء
تركت نافذةً علويةً صغيرةً مفتوحةً ليتسلل
الى مسامعها صوت المطر المتساقط على اغصان الشجر و أرصفة الطريق ولتُنعشَ روحها برائحته .
ألقت بجسدها المرتعش من برد الإشتياق على سريرها
تدثرت بغطائها وبعض الذكريات.
واغمضت عينيها عَلها تستحضر شيئاً من النوم الذي يخاصمها منذ زمن
ولكن سرعان ماهمس الأرقُ في مسامعها
قائلاً_صديقتي صديقتي :
سأحضرُ لك طيفهُ مع سحب الليل وهطول المطر
أليسَ هوَ أحاديثُ قلبكِ الصباحية واسرارك الليليه
فتحت عينيها الذابلتين من السهر وحمى الأمل
وطارت ملائكةُ النوم
وجلست الى صديقها الأرق عند نافذتها المبللة بقطرات المطر
يلفهما وشاحُ تشرين وبردُ الإشتياق
يحتسيان هذيانهما معاً
وبخار كوب القهوة المنسي على حافة النافذة يشعر بالحب وبعض الملل .
لا هيَ نامت
ولا الأرقُ أحضرَ لها طيفهُ
وراحت تدندنُ بصوت حزين
(بيني وبينك يا هالليل
فـي حـب و غـنيـّـة
و على بابي بتقـعـد يا ليل
و منـسـهر ليليـّـه)
(صفوت أكرم الصادق)
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق