- بساط الريح -
أن تطيرَ في الخيال
ليسَ كما هو حين تتوقفُ فيه.
هنالك خيالٌ يتملكُ كل الحواس
ويرسمُ أميرةً من حروف ومملكةٌ من ورق
هنالك خيالُ يلونُ مشاهد الحياة التي تشبهُ أفلام
الأسود والأبيض ولكن بألوان تحاكي حداثة وإثارة الغامض من مشاعرنا.
كثيراً ماحلقتُ في الخيال على بساط الريح
ولم أهبط كل مرة بسلام.
لم اكن يوماً علاء الدين ولكنني كثيراً ما ركبت بساط الريح وحلقت في عوالم النور والفضاءات الواسعه
ولكن حين أقتحمني نورك َوذلك الخيال الرائع
توقفنا كلانا عند شيء لانعرفه.
عند حدود أسوار الدهشة والغرابه
تخترقنا عيونٌ بلا نظرات
ونسمعُ ثرثرة بلا أصوات
رسائل تكتبُ وترسلُ الى بلدة ليس فيها صناديق بريد
الى عنواين بلا عنواين
حين توقفتُ في الخيال
تحركت كل التماثيل القديمة في مدن ذاكرتي
وأقبلت عليَ كالأحلام توقظني
وهي النائمةُ مذ زمن بعيد في متاحف الأيام الباردة والمتكرره.
لاشيئ أكثر إثارة من التوقف في الخيال
وأن نصبح أصدقاء
حين أستأذنه كل ليلة في أن أستعيرَ قاربهُ الصغير
كي أبحر في مياه سحرية .الغرقُ فيها عودةٌ للحياه.
حين تستأذنُ من الخيال أن يعطيك قلماً وأوراقاً وألواناً لتكتبَ كلماتٍ بحروف الأبجدية
ولكن بمشاعر عاشق أفلاطوني .
بلهفة محب دون حبيب
أن ترسمُ بالألوان صورة لوجه أنجبتهُ تراتيلُ وجدانك الخفي ولكنهُ ضاع في زحام الملامح الأخرى .
التوقف في الخيال ..
يشبهُ المشي على الشاطئ في المساء
بعيداً عن كل تلكَ المساءات الكئيبة والمتشابهة
ونوبات التثاؤب الممله.
الخيال تذكرةٌ سفر مجانية على أجنحة لاتطير.
تقطعُ بك مسافات الزمن في غفلة من الزمن
التوقفُ في الخيال يؤجج الرغبةَ في الحياة .
تحومُ حول َ تلك الأحلام المحرمة كي تستلذَ
بطعم اليقظة ونكهة الموجود.
تلك الرحلات المؤجلةُ في الواقع
تنتظركَ دون ملل على سلم أجنحة الخيال.
هذا المساءُ سأقول للخيال اذا غادرتَ مُدُني
سأطالبكَ بإقتحامها ثانية واحتلال كل تفاصيلي القديمة
سنرتدي معاً زمناً جديداً ونتمشى سوياً في حارات
التفاصيل القديمة وكأننا سائحين نراها لأول مرة
ونلتقط صور التذكارات عند كل تمثال تحرك في الخيال.
(صفوت أكرم الصادق)
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق