الأحد، 22 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{أعلّلُ النّفسَ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا رفيقة الأشعل}}


أعلّلُ النّفسَ ..

ليلٌ تمادى كئيبًا  .. داجيًا ..  نكدَا
نور الصّباحات عنهُ غاب مبتعدَا

يا قلبُ لا تلتفتْ .. واهجرْ شواطئهُ
واتركْ هواهُ .. فحلمُ الأمس قدْ وُئِدَا

لا تأسفنّ على منْ لمْ يصنْ ذِمَمًا
باع الودادَ وفتّ القلبَ والكبدَا

كانوا نجومًا  إذِ الأجواء هادئة 
 ما بالهمْ قد غدوا في النا ئبات عدا ؟

أعلّلُ النّفسَ حتّى ما يتعتعني 
سكر الفراقِ .. إذَا خلّ قدِ ابتعدَا

وكم سهرتُ ونجمُ  الليلِ يؤنسني 
مسهّدًا .. كحّلتْ أجفانه رمَدَا

يقتادني وجعٌ والرّوح تائهةٌ
على الدّروبِ تلمّ العسرَ والنّكَدَا

لولا الخيال وذاك السرّ في قدري 
لم يبقِ فيَّ الأسى روحًا ولا جسدَا

حتّى القريبُ أراهُ اليوم يظلمني 
كم طال ليلي وأحلامي غدتْ بِدَدَا

يبدونَ ودًّا وهذا القلبُ صدّقَهُمْ
وينسجُ الحقدُ في أعماقهم زردَا

ما كنتُ ممّنْ أجادوا وضعَ أقنعةٍ
ويحسدونَ وهذا القلبَ ما حسَدَا

وكم نصرتُ الّذي عضّتهُ نائبةٌ 
حَتَّى وإنْ كانَ ممّنْ خان أو جَحدَا

كلّ الأماني سرابٌ لستُ أدركهُ
يتوهُ قلبي .. يعبّ القهرَ والصّهُدَا

وليس لي من إليهِ أشتكي ألمي 
الاّ يراعي ومنهُ أطلبُ المددَا

أدعو القوافي .. وما في النّفسِ من وجَعٍ
ينثالُ حرفًا ..  به أستلهمُ الجلدَا

عذبُ القوافي يواسيني .. يعلّلني
بها ألوذُ .. وأدعو الواحدَ   الصّمَدَا

 رغم الأسى ما تماهى اليأس في خلدي 
صبري على حادثات الدّهر ما نفدَا

               رفا رفيقة الأشعل/تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق