(عيناك)
كلما رأيت لحظك الوسنان
تيقظت طفولتي
وطويت في كياني سجل السنين
فتراني أركض لاهيا
خلف الفراش
مابين أفنان الشجر
يرتد عمري نحو أحلام الصبى
فأهيم ما بين الوهاد
وفي التلال
ويميس بي عند الاصائل
في روضك نضِرُ الغصون
وأشيد قصرا من رمال
وامد للشهب يدي
عساني أنظم منها لك
عقدا من وضيئات اللآلي
وسوارا من جواهر
وأرصّع لك تاجا
وحليّا من يواقيت النجوم
كلما رأيت لحظك الفتان
أيقنت أن تطهّر الانسان
من الخطايا ممكن
بل يسير
وان كوكبنا قاب قوسين وأدنى
من ربيع أبدي..
فلا عواصف لا زلازل
لا جدب لا أعاصير
وان الطير سيعمر مدائن الخراب
ويشدو خوالد الأهازيج
ويعانق الشفق المبشر بالخلاص
وسنى فجر السلام
منذ رايت لحظك
آمنت ان جنة الفردوس
أرضية الميلاد
وأن الموت حالة عرضية
وان الله قد خلق الأنام للخلود
وأن العدل في ممالكنا
مخاض قادم
ببشرنا بأجمل مولود
منذ رأيت تَيْنِك العينين
حيث البحر والسماء
يتّحدان في موكب مشهود
آيقنت ان الله يحبنا
ويحنو على البؤساء
وينزع عنا الخطايا
ويخبئ لنا
فردوسه الموعود
آمنت حين رأيت لحظك الفتون
ان أسانا لن يطول
وأن غدا حمّال بشائر
وأن حلمنا ما أفل
وغدا يعود
لحظُك يا زَيْنَ غيد العالمين
محيط بلا ضفاف
وسماء بلا حدود
هما دفق الحياة
وأسرار الوجود.
محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳
( بقلمي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق